محتويات المقال
الزواج
رعى الإسلام فطرة الإنسان ، وأوجد المسالك الصحيحة لحاجاته ، والعلاج لمشكلاته فلم يطلب من المسلم أن يكبت غرائزه وشهواته ، وفي الوقت نفسه لم يطلق لشهواته العنان ، فدعى الإسلام إلى الزواج ، وجعل له شروط ، ليحفظ حقوق الزوجين. قال تعالى: في محكم كتابه العزيز: ﴿هُوَ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنها زَوجَها لِيَسكُنَ إِلَيها فَلَمّا تَغَشّاها حَمَلَت حَملًا خَفيفًا فَمَرَّت بِهِ فَلَمّا أَثقَلَت دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُما لَئِن آتَيتَنا صالِحًا لَنَكونَنَّ مِنَ الشّاكِرينَ﴾ [الأعراف: ١٨٩]
ولقد رغب النبي ﷺ بالزواج ، لما فيه من تحصين النفس ، والإكثار من الذرية ، وغير ذلك من المصالح الدنيوية والأخروية ، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : قال رسول الله ﷺ : « النِّكَاحُ من سُنَّتِي فمَنْ لمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتِي فَليسَ مِنِّي ، و تَزَوَّجُوا ؛ فإني مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ ، و مَنْ كان ذَا طَوْلٍ فَلْيَنْكِحْ ، و مَنْ لمْ يَجِدْ فَعليهِ بِالصِّيامِ، فإنَّ الصَّوْمَ لهُ وِجَاءٌ » . أخرجه ابن ماجة
ولقد فرق الإسلام بين النكاح والسفاح ، وبين الطهر والعهر ، فقيّد النكاح بالعقد الصحيح لحفظ الفروج ، وحفظ الأنساب .
شروط صحة عقد النكاح
يشترط لصحة النكاح خمسة شروط:- الأول: تعيين الزوجين.
- الثاني: رضا الزوجين.
- الثالث: وجود الولي، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا نكاح إلا بولي. رواه أحمد وأبو داود، وللحديث: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل. رواه أحمد وأبو داود وصححه السيوطي والألباني.
- الرابع: الشهادة عليه، لحديث عمران بن حصين مرفوعاً: لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل. رواه ابن حبان والبيهقي وصححه الذهبي.
- الخامس: خلو الزوجين من موانع النكاح، بأن لا يكون بالزوجين أو بأحدهما ما يمنع من التزويج، من نسب أو سبب كرضاع ومصاهرة، أو اختلاف دين بأن يكون مسلماً وهي وثنية، أو كونها مسلمة وهو غير مسلم أو في عدة، أو أحدهما محرماً، ويستثنى من الاختلاف في الدين جواز زواج المسلم بالكتابية بشرط أن تكون عفيفة.
الأهداف والفوائد من الزواج
- إعفاف النفس وإكمال الدين والاستمتاع واحتساب الأجر في ذلك. فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : أنَّ ناسًا من أصحابِ النبيِّ ﷺ قالوا للنبيِّ ﷺ : يا رسولَ اللهِ ! أيأتي أحدُنا شهوتَه ويكونُ له فيها أجرٌ ؟ ! قال : «أرأيتم لو وضعها في حرامٍ أكان عليه فيها وزرٌ ؟» قالوا : بلى ، قال : « فكذلك إذا وضعها في الحلالِ كان له فيها أجرٌ ». أخرجه مسلم
- حفظ النسل وتوالد النوع الإنساني جيلاً بعد جيل، لتكوين المجتمع البشري، لإقامة الشريعة وإعلاء الدين، وعمارة الكون، وإصلاح الأرض، قال الله تعالى : ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾ [النساء: ١]
﴿وَهُوَ الَّذي خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهرًا وَكانَ رَبُّكَ قَديرًا﴾ [الفرقان: ٥٤]
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « تَزَوَّجُوا الوَدُودَ الوَلودَ ، فإني مُكَاثِرٌ بكم الأنبياءَ يومَ القيامةِ » . أخرجه أحمد
- حفظ العرض، وصيانة الفرج، وتحصيل الإحصان، والتحلي بفضيلة العفاف عن الفواحش والآثام .
- وجود سكن يطمئن فيه الزوج من الكدر والشقاء، والزوجة من عناء الكد والكسب: ﴿... وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذي عَلَيهِنَّ بِالمَعروفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ﴾ [البقرة: ٢٢٨]
- الزواج من أسباب الغنى ودفع الفقر والفاقة، قال الله تعالى: ﴿وَأَنكِحُوا الأَيامى مِنكُم وَالصّالِحينَ مِن عِبادِكُم وَإِمائِكُم إِن يَكونوا فُقَراءَ يُغنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ﴾ [النور: ٣٢]
- يبعث الطمأنينة في النفس، ويحصـل به الاستقـرار والأنـس وهو ســكن الــروح.
- الزواج رباط قوي يساعد على التعاون في مواجهة الحياة بمتعتها ومتاعبها الكبيرة والصعبة.
- الزواج يقضي على مشاعر الخوف والوحدة والقلـق والضياع .
- تنشأ علاقة بين الزوجين مبنية على المودة والرحمة والعطف والتعاون، قال الله تعالى:﴿وَمِن آياتِهِ أَن خَلَقَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجًا لِتَسكُنوا إِلَيها وَجَعَلَ بَينَكُم مَوَدَّةً وَرَحمَةً إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ﴾ [الروم: ٢١]
لقراءة مقال عن حقوق الزوجة على زوجها من هنا
لقراءة مقال عن حقوق الزوج على زوجته من هنا
لا تنس ذكر الله
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر
0 / 100
إقرأ المزيد :
الفئة: مواضيع دينية منوعة أحكام شرعية