محتويات المقال
أخلاق الصائم
أن النبي ﷺ مع كرمه وجوده الذي لا يماثله فيه أحد من الناس ، فهو يزيد جودا في رمضان ، وهذا مما رواه ابن عبـاس رضا بقوله : « كان النبي ﷺ أجود الناس ، وكان أجـود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن ، فرسـول اللہ ﷺ أجود بالخير من الريح المرسلة » . رواه البخاري
وهذا الجود ليس في جانب النفقة المالية فقط ، لكنه في جميع أوجه الخير وحسن التعامل مع الله ، ثم مع الناس .
الصيام الحقيقي
قال النبي ﷺ : « من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه » .و قـول الـزور هو كـل قـول مـحـرم ، مثـل الـكـذب والغيبـة وغيرهما . وعمـل الزور هو العمل بكل فعـل محرم ، من العدوان على الناس بخيانة ، وغش ، ونحوها ، ويدخل فيه الاستماع إلى المحرم كالمعازف ، والمعاكسات .
ولكي يكون الصيام حقيقي وصحيح يجب الإبتعاد عن كل ما ذكر.
وهذه الأمور السابقة لا تُبطل الصيام ، وإنما تذهـب الأثر المترتب عليه ، أي القبول والأجر فيه .
الذنوب في رمضان
الذنوب لا تُضاعف في رمضان كما يظن البعض ، لكنها تعظم في الحجم ؛ إما بسبب شرف الزمان مثل ( رمضان ) أو المكان ( مكة ) .
تغير السلوك
بعض الصائمين لا يلاحظ عليهم أي تغير في سلوكهم أثناء الصيام ، فمن المؤسـف أن بعض الصائمين لا يفرقون بين يوم صومهم ويـوم فطرهم ، فهم على العادة في ترك الواجبات وفعل المحرمات ، ولا تشعر أن عليه وقار الصـوم ، وربما عند المعادلة ترجح السلوكيات الخاطئة على أجر الصوم ؛ فيضيع ثوابه .
الفساد في رمضان
يقل الفسـاد في رمضان لأمـور ؛ منها زيـادة البركة في هذا الشهر ، وأيضا لتقييد الشياطين فيه، قول النبي ﷺ : « إذا كان أول ليلة من شهر رمضان ، صفـدت الشياطين ومردة الجـن ». رواه الترمذي وصححه الألباني .
وقيل أن الشياطين التي تقيد هي المردة من الجـن ، وليس كل الشياطين ، وقيل أنها تقيد فقط عـن أولئك الذين قاموا بحظ الصيام و آدابه على الوجه الصحيح .
نوم نهار رمضان
هناك من المسلمين من ينامون طوال نهار رمضان ، وبعضهم يصلي مع الجماعة ، وبعضهم لا يصلي . هؤلاء صيامهم مجزأ تبرأ به الذمة ؛ ولكنه ناقص ، وبعيد عن مقصود الصيام ؛ لأن الله سبحانه يقول : « لعلكم تتقون» لكن من المعلوم أن إضاعة الصلاة وعدم المبالاة بها ليس من تقوى الله عز وجل ، وهو مخالف لمراد الله ورسوله فـي الصـوم ، ومن العجـب أن هـؤلاء ينامون طول النهار ، ويسهرون طول الليل ، وربما يسهرون على لغو لا فائدة لهم منه ، أو على أمر محرم يكسبون به إثما .
هل الإنسان إذا تسحر ، ثـم صلى الصبح ونام حتى صـلاة الظهـر ، ثـم صلاها ونـام إلى صـلاة العصـر ، ثم صلاها ونام إلى وقت الفطر ، هل صيامه صحيح ؟
الصيـام صحيح ، ولكن استمرار الصائم غالـب النهار نائمـا تفريط منه ، لا سيما وشـهر رمضان زمن شـريف ينبغي أن يستفيد منه المسلم فيما ينفعه ؛ مـن كثرة قراءة القرآن وطلب الرزق وتعلم العلم.
فمن نام طوال اليوم ولم يستيقظ إلا قبيل صلاة العشاء ، صيامه صحيح ، ولكن النوم بتفريط عن الصلوات هو المحرم ، لأنه لا يجوز للإنسان أن يتهاون بالصلاة إلى حد ينـام عنها ولا يبالي بها ، والواجب على الإنسان إذا نـام ولـم يكـن عنده مـن يوقظه للصـلاة أن يجعـل عنده ساعة تنبهه عند الأذان ؛ ليقوم ويصلي .
الصلاة ورمضان
الـصـلاة مـن أهم الأركان بعـد الشهادتين ، وهي فرض عين ، من تركهـا جاحدا لوجوبها أو تهاونا وكسلا فقد كفـر ، أمـا الذي يصـوم ويصلي في رمضان فقـط فهذا مخادع لله ، ولا يصح له صيام مع تركه الصلاة . والله أعلم
و مـن يـصـلـي أحيانـاً ويتركهـا أحيانا ، فعله غريب يدل علـى عـدم التوقير لحكـم الله ، وعـدم صـدق التعلق بهذه العبـادة العظيمة ، فالواجب عليه الإستمرار على الخير والمواظبة عليه .
أما الذي يصوم ولا يصلي لا ينفعه صومه ، لأن من شـرط صحة الصيام : الإسلام ، وتارك الصلاة ليس بمسلم ؛ فلا ينفعه صوم ولا عمل ، ما دام ترك الصلاة ، لأنه مرتد خارج عن الإسلام – نسأل الله العافية – فالمسألة خطيرة في ترك الصلاة .
فننصح أخواننا الكرام بتقـوى الله سبحانه وتعالى في جميع أوقاتكم ؛ في رمضـان وغيـره ؛ لأن الإنسان مأمـور بـعبـادة ربـه إلـى الموت ، قال تعالى : ﴿وَاعبُد رَبَّكَ حَتّى يَأتِيَكَ اليَقينُ﴾ [الحجر: ٩٩]
غضب الصائم
على المسلم أن يضبط نفسـه ، وفي حال غضبه ، عليه أن يحفظ لسانه من الفواحش ، وفي الصيام يكون الأمر أشـد ، وعليه المحافظة على كمال صيامه ، لما رواه أبو هريرة ما أن النبي ﷺ قال : « فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ، ولا يسـخب ، فإن سـابه أحد ، أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم ». رواه مسلم .
الحذر من المعاصي
الحذر من المعاصي لا يكـون فقط في النهـار ، وبعد الفطر ( أي بالليل ) لا بأس من فعلها ، فهـذا من الفهـم القبيح ، ومن التعامل السيء مع أوقات رمضان الشريفة كلها ، فهل مشاهدة الأفلام والتمثيليات يكون جائزا بالليل وحراما بالنهـار ؟! والتقوى مع الله واجبة في كل زمان ومكان .
المرجع : كتاب الصيام سؤال وجواب
لا تنس ذكر الله
لا حول ولا قوة إلا بالله
0 / 100
إقرأ المزيد :
الفئة: رمضانيات