محتويات المقال
صلاة الفجر في حياة المسلم
صلاة الفجر إختبار للمسلم
إن من رحمة الله بنا أنه لم يجعل بيننا وبين الوقوف بين يديه ومناجاته حواجز أو موانع فالمسلم يستطيع مناجاة ربه في أي وقت وفي أي مكان .
وفرض الله على كل مسلم ومسلمة خمس أوقات ، يناديهم فيها منادي الله حي على الصلاة حي على الفلاح، يناديهم لا لحاجته إليهم وإنما لحاجتهم إليه ، يناديهم ليقفوا بين يديه فيزداد إيمانهم وتزكوا أنفسهم ويطهر قلبهم ويرضى عنهم .
وقد خص الله صلاة الفجر بمزيد من التذكير فمنادي الله حين ينادي لصلاة الفجر يقول "الصلاة خير من النوم " هذه الكلمات حينما يسمعها قلب المؤمن تكون كقطرات خير أصابت أرضاً خصبة مباركة فأتت أكلها ضعفين .
كما أن صلاة الفجر هي بمثابة إختبار لا يَجتازه إلاَّ مَن وقر الإيمان في قلبه وثبتتْ محبَّة الله عزَّ وجلَّ فيه . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : «إنَّ أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يَعلمون ما فيهما لأتوْهُما ولو حبوًا، ولقد هممتُ أن آمُر بالصَّلاة فتقام، ثمَّ آمُر رجلاً فيصلِّي بالنَّاس، ثمَّ أنطلق معي بِرجالٍ معهُم حزمٌ من حطَب إلى قومٍ لا يشْهدون الصَّلاة، فأحرق عليهم بيوتَهم بالنَّار» . أخرجه البخاري ومسلم
فمع رحمة رسول الله ﷺ وشفثته على أمته ، إلا أنه همّ بتحرق بيوت من لا يقوم الى صلاة الفجر ، وذلك رحمةً بهم ، فهو يريد أن يستنقِذ أمَّته من نار الآخِرة بتخْويفهم بنار الدُّنيا، وشتَّان بين نار الآخِرة ونار الدُّنيا!
كما كان رسولُ الله ﷺ ، إذا شكَّ في إيمان رجُل بحث عنْه في صلاة الفجْر، فإن لَمْ يجِدْه تأكَّد عنده الشَّكُّ نحوه. فعن وعند ابن عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: « كنَّا إذا فقدنا الرَّجُل في صلاة الفجْر والعِشاء أسأْنا به الظَّنَّ» . رواه ابن أبي شيبة بسندٍ صحيح
عن أُبَي بن كعب رضِي الله عنْه قال: « صلَّى رسولُ الله ﷺ صلاةَ الصُّبْح ثمَّ قال: أشهد فلان الصَّلاة؟» قالوا: لا، قال: فلان فقالوا: لا، فقال: إنَّ هاتين الصَّلاتَين (الصبح والعشاء )من أثقل الصَّلاة على المنافقين، ولو يعلمون ما فيهِما لأتوْهما ولو حبوًا » أخرجه الإمام أحمد والنسائي
وقت صلاة الفجر
فإنَّ مواقيت الصلاة أمور توقيفيَّة، بمعنى أنَّه ليس فيها اجتِهاد من البشر، لقد حدِّدت بدقَّة في أحاديثِ رسولِ الله ﷺ تترك مجالاً لسوء فهم.
فعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال : قال رسولُ الله ﷺ: «وقْت صلاة الصُّبح من طلوع الفجْر ما لم تطْلع الشَّمس » أخرجه مسلم
خسائر من فرط بصلاة الفجر
لما افترض الله سبحانه وتعالى على عبادِه الفرائض كان من رحمته وعدله أن يفترض عليْهم ما يطيقون ويستطيعون؛ فقد قال سبحانه وتعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286]
ومن المقترض أن يكون كل مسلم قادر على الإستيقاظ لأداء صلاة الفجر ، فكما يقوم إلى عمله صباحا بضبط المنبه يمكنه أيضا ضبطه لصلاة الفجر . وإن فرط فيها فسيترتب عليه الكثير من الخسائر ، منها :
- يصبح من ترك صلاة الفجر خبيث النفس كسلان ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ فَإِنْ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ » .أخرجه البخاري
- يخسر من ترك صلاة الفجر مع الجماعة لغير عذر النور في وقت يكون في أشد الحاجة إليه في يوم القيامة ، فعن بريدة الأسلمي رضي الله عنه ، عن النبي ﷺ قال :« بَشِّرْ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » . أخرجه الترمذي وأبو داوود
- يحرم باباً من أبواب رحمة الكريم العظيمة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « الْمَشَّاءُونَ إِلَى الْمَسَاجِدِ فِي الظُّلَمِ أُولَئِكَ الْخَوَّاضُونَ فِي رَحْمَةِ اللَّهِ » . رواه ابن ماجة
- يخسر شهادة الملائكة له عند اللطيف الخبير بأن كان من المصلين ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ» أخرجه البخاري في صحيحه
- يخسر تارك صلاة الفجر أجراً عظيماً على أمر لم يفعله عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ دَخَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْمَسْجِدَ بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ فَقَعَدَ وَحْدَهُ فَقَعَدْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا ابْنَ أَخِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : « مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ» أخرجه الإمام مسلم
- يخسر البراءة من النفاق فالذي يستيقظ لصلاة الفجر بخفة وحب ونشاط عنده براءة بإذن الله من النفاق، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « لَيْسَ صَلَاةٌ أَثْقَلَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ مِنْ الْفَجْرِ وَالْعِشَاءِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ الْمُؤَذِّنَ فَيُقِيمَ ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا يَؤُمُّ النَّاسَ ثُمَّ آخُذَ شُعَلًا مِنْ نَارٍ فَأُحَرِّقَ عَلَى مَنْ لَا يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ بَعْدُ» .
- من ترك صلاة الفجر تبرأ منه ذمة الله : فعن أم أيمن أنَّ رسولَ الله ﷺ قال: « لا تتركنَّ صلاة مكتوبة متعمِّدًا؛ فإنَّ مَن ترك صلاة مكتوبة متعمِّدًا فقد برِئَتْ منْه ذمَّة الله » صححه الألباني عن أحمد والبيهقي
فضل القيام إلى صلاة الفجر
- قال النَّبيَّ ﷺ: « عَجِبَ ربُّنا عزَّ وجلَّ من رجلٍ ثار عن وطائه ولحافه من بين أهله وحِبه إلى صلاتِه، فيقول ربُّنا: أيا ملائكتي، انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووِطائه ومن بين حِبه وأهله إلى صلاته؛ رغبةً فيما عندي وشفقة ممَّا عندي » هذا رجُل يُباهي به اللَّه االملائكة أخرجه الإمام أحمد بسندٍ حسن
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : «يعْقِدُ الشَّيْطانُ على قَافِيةِ رَأْسِ أحَدِكُم إذا هُوَ نامَ ثَلاثَ عُقَدٍ؛ يَضْرِبُ على كُلِّ عُقْدَةٍ: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فارْقُدْ، فإن اسْتَيْقَظَ فذَكَرَ الله انْحَلَّتْ عُقْدةٌ، فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدةٌ، فإنْ صلَّى انْحَلَّتْ عُقْدةٌ، فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وإلاَّ أصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلانَ » . أخرجه الشيخان
- كُتِب من الذَّاكرين الشَّاكرين، وذلك أنه من أوَّل أن يستيقِظ المؤمن وهو يعْلم سنَّة النَّبيِّ في الاستِيقاظ من الذِّكْر المشروع.فعن أبِي هريرة رضِي الله عنْه عن النَّبِيِّ ﷺ قال: « إذا اسْتَيْقَظَ أحَدُكُم فلْيَقُل: الحَمْدُ للهِ الَّذِي عافانِي فِي جَسَدِي، ورَدَّ عليَّ رُوحِي، وأذِنَ لي بِذِكْره » رواه الترمذي
- إذا توضَّأ فُتحت له أبواب الجنَّة إن قال بعد الوضوء: «أشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه وثمرتُها: إلاَّ فُتِحت له أبواب الجنَّة الثَّمانية يدخُل من أيِّها شاء» . رواه مسلم.
- إذا صلَّى ركعتَين بعد الوضوء غُفِر له ذنبه؛ قال رسولُ الله ﷺ «من توضَّأ نحو وضوئي هذا ثمَّ صلَّى ركعتَين لا يُحدث فيهما نفسَه، غفر له ما تقدَّم من ذنبه » .رواه البخاري ومسلم.
- لك مثل الدنيا إن صلَّيت نافِلة الفجْر وهي أكثر صلاة نافلة خصَّها رسولُ الله ﷺ بتعْظيم الأجر بصورة لافتة للنَّظَر؛ قال ﷺ عن عائشة رضِي الله عنْها «ركعتا الفجْر خيرٌ من الدُّنيا وما فيها».رواه مسلم
- من صل صلاة الصبح فإنه سيكون في حِفْظ الله عزَّ وجلَّ سائرَ اليوم؛ عن جندب بن سفيان رضِي الله عنْه أنَّ رسول الله ﷺ قال: «مَن صلَّى صلاة الصبح فهو في ذمَّة الله ». رواه الإمام مسلم
- صلاة الفجر مع الجماعة كقيام اللَّيل كله ، فعن عثمان بن عفان رضِي الله عنْه قال: قال رسول الله ﷺ : « من صلَّى العشاء في جماعة فكأنَّما قام نصف اللَّيل، ومَن صلَّى الصُّبح في جَماعة فكأنَّما صلَّى اللَّيل كلَّه» . أخرجه مسلم
- وعد من يحافظ على صلاة الصبح والعصر دخول الجنَّة، فعن أبي موسى الأشْعري رضِي الله عنْه قال: قال رسولُ الله ﷺ: « مَن صلَّى البردَين دخل الجنَّة» . أخرجه البخاري
- تشهد الملائكة لمن يصلي صلاة الفجر؛ فعن أبي هُرَيْرة أنَّ رسول الله ﷺ قال: « يتعاقبون فيكم ملائكة باللَّيل وملائكة بالنَّهار، ويَجتمِعون في صلاة الفجْر وصلاة العصر، ثمَّ يَعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم – وهو أعلم بهم -: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركْناهم وهم يصلُّون وأتيناهم وهم يصلُّون » . البخاري
- رؤية الله عزَّ وجلَّ ، عن جرير بن عبدالله رضِي الله عنْه يقول: كنَّا جلوسًا عند النَّبيِّ ﷺ نظَرَ إلى القمَر ليلة البدْر، قال: « إنَّكم ستروْن ربَّكم كما تروْن هذا القمَرَ لا تُضامون في رؤيته» ، ثمَّ قال: «فإنِ استطعْتُم أن لا تُغْلَبوا على صلاةٍ قبل طُلوع الشَّمس وصلاةٍ قبل غُروب الشَّمس فافعلوا». اخرجه البخاري ومسلم
اللهم إنه من صلّى الفجر فهو في ذمّتك، اللهم فأكرمنا بفضلك، بالوقوف وقت الفجر بالصلاة على بابك، يا أكرم الأكرمين
لا تنس ذكر الله
سبحان الله
0 / 100
إقرأ المزيد :
الفئة: مواضيع دينية منوعة