لماذا يقتلنا الحزن على حبيب سبقنا إلى الله !

 لماذا يقتلنا الحزن على حبيب سبقنا إلى الله !

لماذا يقتلنا الحزن على حبيب سبقنا إلى الله !



﴿ إنّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾ منهج تربوي رباني في التعامل مع المصائب والموقف منها يحمينا بإذن الله من شر الأمراض النفسية والحالات العصبية الناتجة عن التأثر بالمصائب ويجعل بيننا وبينها ما بين المشرق والمغرب .

﴿ إنّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾
جامعة مانعة ، تجمع بين السهولة والقوة ؛ سهولة اللفظ وقوة المعنى ، وبين العبودية والعزة ، عبودية المخلوق للخالق ؛ وعزة المخلوق بخالقه .

﴿ إنّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾ ينطق بها اللسان بنبرات حزينة فقد جرت العادة أن هذه الكلمة إذا سُمعت فإنها تُوحي بمصيبة وهذا ما جاءت في القرآن لأجله؛ قلب الله سبحانه وتعالى : ﴿الَّذينَ إِذا أَصابَتهُم مُصيبَةٌ قالوا إِنّا لِلَّهِ وَإِنّا إِلَيهِ راجِعونَ﴾ [البقرة: ١٥٦]

﴿ إنّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾ ما أعظمها من تعزية ، ولأنّ التعزية تعني التقوية ، فكانت هذه الجملة العظيمة تقوية للمصاب لا تضاهيها أي تقوية إذا كانت عقيدة وبيقين وتسليم ومن قلب سليم .

﴿ إنّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾ ترافق المصيبة وتأتي معها ؛ لكن لا لتزيدها أو تعمّق جراحها بل لتخففها وتقوي الصبر عليها ، فيقولها أهل المصائب المؤمنون بها مستسلمون لحكمها .

﴿ إنّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾ تدعو إلى التفاؤل وتهدف إلى رفع الروح المعنوية واستقرار الحالة النفسية .

﴿ إنّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾ هي حصن للمسلم من الوقوع في عدم الرضا بالقضاء ومنجاة له من الاعتراض على القدر .

﴿ إنّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾ تخاطب المصاب ، ألا تحزن فأنت ملكٌ لله سبحانه ، وألا تتشاءم فأنت قادمٌ على الله سبحان وتعالى ومن فقدت فهو ملك لله وقادم إليه وألا تيأس وألا تستلم وألا تقعد عن العمل .

﴿ إنّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾ اعتراف وإقرار من المصاب بأنّه وما أُصيب فيه وما فقده لله سبحانه وتعالى .

﴿ إنّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾ إقرار أننا وما نملك وما نحب وما نجمع ملك لله ، فليفعل الله بنا ما يشاء وليأخذ منا ما يشاء ، ولترضى النفس ولتطمئن .

ولا شك أن الحزن أمر طبيعي وفطري في البشر وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن على مفقود لكن لا بد للمصاب من تسلية وتقوية فكانت هذه الهبة الربانية ﴿ إنّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾ وكانت جائزة المؤمنون بها الذين امتثلوا القول بها لمّا أصابتهم المصيبة صلوات من ربهم ورحمة ،قال تعالى : ﴿أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ المُهتَدونَ﴾ [البقرة: ١٥٧]

إذاً نحن ملكٌ لله وراجعون إليه فلماذا تقتلنا الأحزان وتهلكنا ، لماذا يقتلنا الحزن على حبيب سبقنا إلى الله ولماذا يفتك بنا الحزن ونحن وما نملك : ملكٌ الله ؟!!

لا تنس ذكر الله
لا حول ولا قوة إلا بالله
0 / 100

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية