تربية البنات

تربية البنات

تربية البنات في الإسلام


لقد جعل الدين الإسلامي للبنت رعاية خاصة، إعداداً للدور الكبير الذي ينتظرها في الحياة لتكون زوجة صالحة، وأم المستقبل ، وخير النساء من تعي دورها التربوي والأسري، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ » . متفق عليه.

وخير من نقتدي به ، نبينا محمد ﷺ ، فقد كان أبًا لأربع بنات ، ولدن قبل الإسلام من زوجته خديجة رضي الله عنها ، هن زينب ، رقية ، أم كلثوم وفاطمة .
أسلم بنات رسول الله ﷺ ،وعشن في كنف رسول الله ﷺ ، وعاش معهن من وقت ولادة كل منهن إلى وفاتهن ، ما عدا فاطمة ، فقد توفيت بعد وفاته بستة أشهر .

تعامل النبي ﷺ مع بناته


كان النبي ﷺ حسن التعامل مع بناته، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: « ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ودلاً وهدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله » .
كما قالت: « وكانت إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه » .رواه الترمذي .

وعن أبي قتادة الأنصاري قال: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها » . ورد في الصحيحين

كما حثنا النبي ﷺ على الإحسان إلى البنات ، وجعل من يحسن إليهن أجر عظيم ، فمن يعيل اثنتين أو ثلاث بنات رفيقه في الجنة، وكفى بذلك فضلاً وفخراً وأجراً . فعن انس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ » . وَضَمَّ أَصَابِعَهُ. رواه مسلم.

كما أن الإحسان إلى البنات حجاب عن النار فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: « من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابًا من النار يوم القيامة ». رواه ابن ماجه وأحمد

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه :أن النبي ﷺ قال : « مَن كان له ثلاثُ بناتٍ يُؤدِّبُهنَّ ويرحَمُهنَّ ويكفُلُهنَّ وجَبَت له الجنَّةُ ألبتةَ » ، قيل يا رسولَ اللهِ: فإن كانتا اثنتينِ؟، قال: « وإن كانتا اثنتين »، قال: فرأى بعضُ القوم أن لو قال: واحدةً، لقال: واحدة" رواه أحمد.

تكريم الإسلام للبنات


كان المشركين في الجاهلية وقبل الإسلام ، إذا أُخبر أحدهم بميلاد أنثى اسودّ وجهه من شدة كراهية ما أُخْبِر به، وامتلأ قلبه همًّا وحزنًا، واختفى وتغيب عن قومه من سوء ما أُخْبِر به من ميلاد أنثى، وتحدثه نفسه: أيمسك هذه البنت على ذل وانكسار أم يَئِدُها، فيخفيها في التراب؟ قال تعالى : ﴿وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثى ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدًّا وَهُوَ كَظيمٌ۝يَتَوارى مِنَ القَومِ مِن سوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمسِكُهُ عَلى هونٍ أَم يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحكُمونَ﴾ [النحل: ٥٨-٥٩]

فجاء الإسلام ليكرم البنات ويحث على حسن التعامل معهن والإحسان لهن ، وينكر قتل الآباء لبناتهن ، قال تعالى : ﴿قَد خَسِرَ الَّذينَ قَتَلوا أَولادَهُم سَفَهًا بِغَيرِ عِلمٍ ..﴾ [الأنعام: ١٤٠].


الفرق في التربية بين الذكر والأنثى


يقول الله تعالى: ﴿... وَلَيسَ الذَّكَرُ كَالأُنثى ...﴾ [آل عمران: ٣٦]

هناك فرق كبير بين تربية الأولاد وتربية البنات؛ بسبب الاختلافات الخلقية، والنفسية، وهذا ما يجب أن يأخذه الأهل بعين الاعتبار أثناء تربيتهم والتعامل معهم.

فطبيعة تكوين الأنثى والمشاعر التي تنتابها مع مراحل نموها المختلفة ، تختلف عن طبيعة الذكور ،فالأنثى إذا قاربت على البلوغ، تُعَلَّم الأدب والحشمة والحياء، وتُلزَمَ بالحجاب ، وتدرب على كل ما يساعدها لتكون زوجة ناجحة، وأماً مثالية.

واجب الوالدان


وعلى الوالدان الحرص على العديد من الأمور في التربية وهي :

  • على الوالدان الحرص على بناء شخصية الفتاة، ومن ذلك البناء الروحي للفتاة فالروح أهم من الجسد، وهي محل العقيدة والقيم، وتربية الروح بتقوية الصلة بالله عز وجل في كل لحظة، وذلك بالعبادة والطاعة، وكلما توجهت الروح إلى ربها وخالقها نمت وترعرعت، وإذا انحرفت عنه ذبلت وضعفت.

  • التدريج في التكاليف مع الفتاة قبل بلوغها المحيض وذلك لتسهيل التكاليف عليها عند بلوغها سنزالتكليف أي الحيض .

  • التفريق في المضاجع بين الاولاد والبنات. عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : «مُرُوا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عَشْر، وفرقوا بينهم في المضاجع » . رواه أحمد وأبو داود.

  • ينبغي أن تلقن الطفلة قواعد السلوك الاجتماعي، بتأديبها على الآداب الشرعية في المأكل والمشرب والملبس والتخاطب والزينة وما إلى ذلك .

  • تربية الفتاة منذ نعومة أظافرها، على الصدق والعفة والمروءة والستر.

  • تخلق البنات بخلق الحياء فهو حارس أمين من الوقوع في الرذائل ، فحياتها وحركاتها يهذبها الحياء، فعن عمران بن الحصين قال : قال رسول الله ﷺ : « إنَّ الحياءَ لا يأتي إلَّا بخَيرٍ» . أخرجه البخاري

  • مراقبة الصداقات : فالصديقة مسألة لا مساومة فيها، لما للصداقة من تأثير في حياة الفتاة، فصديقات السوء كالشرر الملتهب، إذا وقع على شيء أحرقه ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « المرءُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم مَن يُخاللُ » . أخرجه أبو داوود .

  • التركيز على حب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ، مع تنشئتها منذ الصغر على الدين والفضيلة، وتغذية ذلك بقصص أمهات المؤمنين وسير الصحابيات الماجدات وفضليات نساء المسلمين.

  • تعاون الأب والأم، والتفاهم بينهما؛ لتؤتي التربية أكلها ، والأسرة السوية روابطها قوية يسودها الشعور بالطمأنينة والاستقرار.

  • أن تكون الأم قدوة لإبنتها في السلوك الحسن والسيرة حميدة.

  • إقامة جلسات الإقناع والحوارات الأسرية وغمر البيت بمشاعر فياضة من الود والحب والاحترام، فذلك يبعث الدفء والأمان ويعطي إجابات لأسئلة البنات الحائرة، ويحميهن بحول الله من الذئاب البشرية ورفيقات السوء.

  • استخدام الكلمة الطيبة في التعامل معهن والرفق واللين في الأسلوب فذلك وسيلة مهمة في التربية، وإذا قارنها قلب مفعم بالمحبة والود آتى أكله في تسديد السلوك، ويهدي إلى الاقتناع والقبول.

  • ملء أوقاتهن بالنافع المفيد حصانة ووقاية، ومن ذلك حفظ القرآن وتلاوته وتفسيره، وممارسة الهوايات المفيدة.

  • تزويج الفتاة اذا بلغت السن المناسب وجاء من ترضون دينه وأمانته ، جريمة في حق فتياتنا والمجتمع، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « إذا أتاكُم من تَرضونَ خُلقهُ ودينهُ فزوّجوهُ ، إلا تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ» . حسن لغيره

  • التوسط والاعتدال في استخدام وسائل التواصل والانترنت وأن يكون التعامل معها بحذر وقدر، وأن يكون الأبناء في مأمن من قنوات التعارف ونشر الصور والأسرار.


لا تنس ذكر الله
سبحان الله
0 / 100

إقرأ المزيد :







عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية