المس العاشق (الجن العاشق)

المس العاشق (الجن العاشق)

المس بالجن العاشق


ما هو المس العاشق؟

سئل الشيخ عبد الله الجبرين - رحمه الله - :
أعرف شخصاً يشكو أمراً وهو أنه إذا جاء للنوم يشعر - وهو على فراشه - بأن امرأة تجامعه ، ويتكرر ذلك معه كثيراً ، ويحصل منه الإنزال لذلك ، وقد سأل عن ذلك فأخبره البعض أنه ربما كانت تجامعه جنيَّة ، فهل هذا صحيح ؟ وهل يمكن أن يجامِع الإنسُ الجنَّ أو يتزوج منهم ؟ وما حكم ذلك ؟ .

فأجاب :


هذا ممكن في الرجال والنساء ، وذلك أن الجني قد يتشكل بصورة إنسان كامل الأعضاء ، ولا مانع يمنعـه من وطء الإنسية إلا بالتحصن بالذكر والدعـاء والأوراد المأثورة ، وقد يغلب على بعض النساء ، ولو استعاذت منه ، حيث يلابسها ويخالطها ، ولا مانع أيضاً أن الجنية تظهر بصورة امرأة كاملة الأعضاء ، وتلابس الرجل حتى تثور شهوته ، ويحس بأنه يجامعها وينزل منه المني ويحس بالإنزال .
[" الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية " ( ص 199 )]

كيف يمكن علاج المس العاشق ؟

ثمة علاج لهذا الأمر ، وعلى من يعاني منه الالتزام بما نذكره ، ونسأل الله لكل من يعاني الشفاء والعافية :

  1. قراءة آية الكرسي قبل النوم.

    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - فَقَالَ : إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ » رواه البخاري ( 3101 ) - معلَّقاً بصيغة الجزم - والنسائي في " عمل اليوم والليلة " ( ص 533 ).

  2. قراءة آخر آيتين من سورة البقرة كل ليلة:

    عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « الْآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ». رواه البخاري ( 3786 ) ومسلم ( 808 ) .
    قال النووي – رحمه الله - : قوله صلى الله عليه وسلم : " الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه " قيل : معناه كفتاه من قيام الليل ، وقيل : من الشيطان ، وقيل : من الآفات .
    ويحتمل : من الجميع .
    " شرح مسلم " ( 6 / 91 ، 92 ) .

  3. الدعاء في الصباح والمساء بالدعاء الوارد في الحديث الآتي :

    عن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ : بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ». رواه الترمذي ( 3388 ) وصححه ، وأبو داود ( 5088 ) وابن ماجه ( 3869 ) .

  4. تطييب البدن بالمسك ، أو بغيره من أنواع الطيب ، ودهن ما بين السرَّة والركبة من ذلك تحديداً ؛ زيادة في تنفير الشياطين عنها . قال ابن القيم – رحمه الله - : وفى الطِّيب من الخاصية : أنَّ الملائكة تُحبه ، والشياطين تنفِرُ عنه ، وأحبُّ شيءٍ إلى الشياطين : الرائحةُ المنتنة الكريهة ، فالأرواحُ الطيبة تُحِبُّ الرائحة الطيبة ، والأرواحُ الخبيثة تُحِبُّ الرائحة الخبيثة ، وكل روح تميل إلى ما يناسبها ، فـ ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ) النور/ 26 .
    وهذا – أي : ما ذُكر في الآية - وإن كان في النساء والرجال : فإنه يتناولُ الأعمالَ والأقوالَ ، والمطاعم والمشارب ، والملابس والروائح ، إما بعموم لفظه ، أو بعموم معناه ." زاد المعاد في هدي خير العباد " ( 4 / 279 ، 280) .

  5. الاستقامة على أمر الله تعالى ، والبُعد عن المحرَّمات ؛ فإن من شأن ذلك أن يقوِّي إيمان العبد ، ويساهم في طرد الشياطين عنه .
    قال الشيخ عبد الله الجبرين - رحمه الله - :
    طريق التحصن من شرِّها : التحفظ ، والدعاء ، والذِّكر ، واستعمال الأوراد المأثورة ، والمحافظة على الأعمال الصالحة ، والبعد عن المحرمات ، والله أعلم " الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية " ( ص 199 )

حكم زواج من به مس جني عاشق

إن كان المس الشيطاني يمنع الاستمتاع أو كماله فلا يجوز الزواج حتى يبين ذلك للطرف الآخر، لأن العيوب المانعة للاستمتاع في أحد الزوجين تجعل للآخر الخيار في فسخ النكاح بعد انعقاده إن لم يكن عالماً بالعيب قبل العقد, ما لم يفعل بعد علمه بالعيب الموجب للخيار ما يدل على رضاه به كاستمتاع ونحوه. قال ابن القيم: والصحيح أن النكاح يفسخ بجميع العيوب كسائر العقود لأن الأصل السلامة.... والقياس أن كل عيب ينفر الزوج الآخر منه ولا يحصل به مقصود النكاح من المودة والرحمة فإنه يوجب الخيار. انتهى.
أما إذا كان هذا المرض لا يمنع الاستمتاع ولا كماله, ولا يصل إلى حد الجنون وفقدان العقل فلا شيء عليه في الكتمان, ولا يوجب هذا خيارًا للطرف الآخر لكنه خلاف الأولى.

أما بالنسبة لزواج هذا المريض فإن الأفضل أن يعالج نفسه أولا من هذا المرض ثم بعد ذلك يقدم على الزواج, ولا يزهد فيه؛ لأن الزواج من سنة المرسلين وهدي النبيين, قال سبحانه: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ﴾[الرعد:38] , فإن لم يفعل وكان المرض بحيث يضر بالطرف الآخر فلا يجوز له إلا أن يجد من يرضى به على حاله, ويقبله على وضعه, وبالتالي فإنه لا يأثم بتركه في هذه الحالة بل قد يؤجر بالنية الصالحة في ذلك.

لا تنس ذكر الله
أستغفر الله
0 / 100

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية