أقوال الشيخ الدكتور سلمان العودة ( الجزء ٤)
نضع بين أيديكم المزيد من أقوال الشيخ الدكتور سلمان العودة :
إن مجرد إنزال جفنيك الرقيقين على عينيك كفيل بإحالة العالم بأسره إلى سواد، إلا أن رفعهما يكفي لإعادة الضوء وألوان الحياة الجميلة لمرمى بصرك.
يريد الآباء أن يكون أولادهم كما يريدون وحين لا يحدث ذلك يقع التوتر وتبدأ المتاعب، انظر إلى ولدك مثل كائن له استقلاله وشخصيته!
تعليقات الأحبة على عملك أو قلمك ليست مجرد مرور ، إنها إضافة وتكميل وتعديل وتصويب وإسناد وإسعاد، حتى الهجاء فهو جزء من لوحة الحياة يجب ألا يختفي ، مهما تكن دوافعها!!
إن أعظم دعاية لدين الله أن تكون أخلاقيات المنتسبين إليه وعقولهم وأفهامهم وتصرفاتهم تنم عن رقي ووعي وإنسانية ونضج وأدب وحب للخير وإيثار وتسامح وعفو وفطنة وذكاء ..
الحياة ( لوحة فنية ) ألوانها.. أقوالك، وأشكالها.. أعمالك، وإطارها.. رفقتك، وجوهرها أنت!!
ما يرضي الناس ليس دائماً ينفعهم، والتحدي هو القدرة على جمع الرضا والمنفعة!
لم يكن في سيرته عليه الصلاة والسلام سر من الأسرار، بل كانت سيرته كتابا مفتوحا مكشوفا، وتعجب أشد العجب من أموره الخاصة في البيت حين تُعلَن في القرآن الكريم (وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) هذه الآيات تتلى ويصلى بها وتدوَّن في المصاحف، ويسمعها المنافقون والمشركون واليهود الذين يتآمرون عليه، ومع ذلك لم يأبه النبي أن يستغل الأعداء هذا المعنى أو يشهروا به أو يسيؤوا إلى صفحته البيضاء
من لم يكن ضدي فهو معي.. هذه حكمة الحياة، و من لم يكن معي فهو ضدي ؛ فهذه حكمة الطغاة. ومن لا يوافقني في مسألة يوافقني في غيرها.
حين يتحقق لك نجاح عليك أن تقرأ على ملامحه بصمات كثيرة شاركتك في صناعته ، والدك ، زوجتك ، أصدقاؤك ، رئيسك ، القريب الذي تبنّى المشروع ودعمه .. إلى آخر القائمة التي تتسع وتطول أو تقصر , حسب طبيعتك النفسية , وحسب قدرتك على التجرد من الأنانية وحظ النفس , لتمنح الآخرين دورهم وتثني على إنجازهم .
كل جماليات الحياة حولك لا تساوي شيئا مالم تكن نظرتك لها جميلة.
الأنانية المترسخة التي تستعصي على الكشف مثل الفيروس المتخفي الذي لا تقدر أحدث المجاهر على ملاحقته وتشخيصه، تتلبس الإنسان وتحكم تصرفاته من دون أن يدرك أو يلحظ تأثيرها البليغ على أحكامه وقراراته وسياقات حديثه وتحديد مواقفه.
لست آسى على أيام الصبا الحلوة، لقد بنت في نفسي الكثير، وأسهمت في إحكام تجربتي، وصنعت لي ذكرى طيبة، وأبقت لي الحنين الدائم إلى وجوه أفتقدها ..أبقت لي من كل ألفٍ واحداً يُعدّ بألف !
في الصحيح: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) فاحرص ألا يرى في قلبك إلا المعاني الشريفة والنوايا الطيبة، اغسله وتعاهده يوميا؛ لئلا تتراكم فيه الأحقاد، والكراهية، والبغضاء، والذكريات المريرة التي تكون أغلالا وقيودا تمنعك من الانطلاق والمسير والعمل، ومن أن تتمتع بحياتك.
المتفائل ليس أعمى ولا واهماً يعيش في الأحلام وإنما هو واقعيٌ؛ يدرك أن الحياة بقدر ما فيها من المشكلات يوجد إلى جوارها الحلول ، وبقدر العقبات فهناك الهمم القوية التي تحوِّل أبداً المشكلة والأزمة إلى فرصة جميلة.
لا يظن أحدٌ أن حساب الغني يوم القيامة كحساب الفقير ؟ أو أن حساب الذكي كحساب الغبي والبليد ؟ أو حساب الفصيح كحساب العيي ؟ أو حساب الحافظ كحساب النّسّاء [كثير النسيان] ؟ أو حساب الشجاع كحساب الجبان؟ أو حساب المسؤول كحساب الفرد العادي؟ إذاً فليقرأ قوله تعالى: (وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم)
أحيانا أتساءل: كيف يؤثر القرآن فينا إذا كانت نفوسنا ملأى بآراء سابقة راسخة ومستقرة، وليس لدينا استعداد لأن نغيرها أو نعيد النظر فيها؟ فكثير منا عنده آراء لعلماء أو فقهاء أوساسة أو شيوخ ، وهذه الأقوال مقدمة ومسلمة، ولا يمكن تجاوزها ولا مناقشتها فكيف سنضيف أو نطور إذاً؟
حين تنتقل الى بيتك الجديد لن تأخذ معك إلا المقتنيات الجميلة وحين تستفتح يومك فلا تحمل معك من الأمس إلا الذكريات العذبة..
حين تقرأ سيرة بعض العلماء أو العظماء، تجد أن هؤلاء قد يلِزمون أنفسهم بألوان من التعامل أو ببرامج معينة، يشعر الإنسان عند قراءتها أنه عاجز عن تطبيقها والاقتداء بها؛ لكن حين تقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم تشعر بأنها قريبة منك، وأن بمقدورك أن تقتدي به.
فرق بين بيان الحق الرباني الذي أمرنا بالتواصي به (وتواصوا بالحق) وبين أن نكون " نحن الحق " وما سوانا الباطل ، كلا بل ينبغي أن نعرف أن بعض ما لدينا كأفراد أو جماعات أو مؤسسات أو دول أو مجتمعات يختلط فيه الحق بالباطل ، وقد يوجد الباطل صرفا فيحتاج إلى نفيه والتخلص منه , بدلاً من اعتقاده والدفاع عنه وتسويغه أو التستر عليه .
إن من الصدق أن أقول : إنني أكنّ الاحترام لكل من خالفني, كما أكنّه لكل من وافقني، وأقدّر حتى أولئك الذين يشتدون أو يقسون؛ لأن دافعهم هو الغيرة غالباً ، وهم إن تلطفوا أهل للشكر ؛ لأنهم يساعدوننا في الوصول إلى الحقيقة، وإن أغلظوا يستحقون الشكر أيضاً؛ لأنهم يدربوننا على الصبر والمصابرة.
لا تنس ذكر الله
إقرأ المزيد :