الحديث التاسع: النهي عن كثرة السؤال والتشدد - سلسلة الأربعين النووية
الحديث:
عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم؛ فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم»
رواه البخاري ومسلم
الشرح العام:
- "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه": النهي يدل على التحريم، ويجب تركه كليًا مثل: الزنا، الكذب، الربا... والاجتناب يعني الابتعاد الكلي، كما قال الله: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ﴾ [الحج: 30].
- "وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم": يدل على التيسير والرحمة في الإسلام، كمن لا يستطيع القيام في الصلاة فيصلي جالسًا، أو من لا يقدر على الصوم فيفطر ويقضي أو يُطعم.
- "فإنما أهلك الذين من قبلكم...": التحذير من كثرة الأسئلة التي فيها تعنت، ومن الجدل والاعتراض. مثل قصة بني إسرائيل حين سُئلوا عن البقرة فأكثروا السؤال حتى شُدد عليهم.
الفوائد:
- وجوب ترك المعاصي كليًا دون تهاون.
- رحمة الإسلام في التكاليف الشرعية.
- التشجيع على أداء ما نقدر عليه من الطاعات.
- التحذير من كثرة السؤال في الدين بغير حاجة.
- أن طاعة النبي ﷺ سبب النجاة والنجاح.
تطبيق عملي:
أولاً: ترك الحرام تمامًا
إذا عرفت أن شيئًا حرام، فاتركه بلا تردد أو تقليل:
- الغيبة؟ لا تقل: "فقط مرة!"
- الكذب؟ لا في جد ولا في مزاح.
- الموسيقى؟ لا تقول: "أسمعها قليلاً فقط".
ثانيًا: افعل الطاعة بقدر استطاعتك
- لا تستطيع الصلاة واقفًا؟ صلِّ جالسًا.
- لا تملك الكثير من المال؟ تصدّق بالقليل.
ثالثًا: لا تكثر من السؤال والجدال
- لا تسأل لمجرد الاعتراض أو التحدي.
- لا تطلب تفاصيل لا تنفع.
- اقبل الحكم الشرعي إن ثبت بدليله دون جدل.
الخلاصة: الدين مبني على الطاعة، والتسليم، وعدم التكلف. خذ ما تستطيع، واترك ما نُهيت عنه كليًا، ولا تكن من المتكلفين.
لا تنس ذكر الله
سبحان الله
0 / 100
إقرأ المزيد :
الفئة: سلسلة الأربعين نووية