الإسلام دين الأنبياء

الإسلام دين الأنبياء

الإسلام دين الأنبياء


دين الإسلام هو دين الأنبياء وأقوامهم


قال الله تعالى : ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾[آل عمران:١٩]، ويقول جلَّ وعلا: ﴿وَمَنْ ‌يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ﴾[آل عمران:85].

والإسلام دين جميع الأنبياء الرُّسل، من آدم عليه الصلاة والسلام، إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم.

قال أول رسل الله نوح عليه الصلاة والسلام لقومه: ﴿فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾[يونس:٧٢].

والإسلامُ هو مِلَّةُ إِبراهيمَ أبي الأَنْبِيَاءَ عليهم الصلاة والسلام: ﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾[البقرة: 130-131].

وبِدِينِ الإسلامِ أَوْصَى إبراهيم عليه الصلاة والسلام بنيه فقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[البقرة: 132].

وأَوْصَى نبيُّ اللهِ يعقوبَ عليه الصلاة والسلام بَنِيهِ بالإسلام ﴿إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾[البقرة: 133].

ولمَّا آمَنَ سَحَرةُ فِرْعَوْنَ بِنُبُوَّةِ موسى عليه الصلاة والسلام قالوا: ﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ﴾[الأعراف: 126]، وقال لهم موسى عليه الصلاة والسلام: ﴿يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ﴾[يونس: 84].

وسليمان عليه الصلاة والسلام قال: ﴿وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ﴾[النمل: 42].

وبلقيس ملِكَةُ سَبَأٍ ﴿قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾[النمل: 44].

وعيسى عليه الصلاةُ والسلام: ﴿قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾[آل عمران: 52].

وقال الحبيب صلى الله عليه وسلم: ”أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى بنِ مَرْيَمَ في الدُّنْيَا والآَخِرَةِ، وَالأَنْبِيَاءُ أُخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهم شَتَّى ودِينُهُم وَاحِدٌ”، والمعنى أن دين الأنبياء واحد وهو توحيد الله والإخلاص له، وإفرادهُ بالعبادة والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، وما يتفرع عن ذلك من البعث والنشور والجنة والنار، والحساب والميزان والصراط وغير هذا.

شرائع الأنبياء مختلفة ونسخت بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم


أما شرائع الأنبياء والرسل -أي الأحكام الفقهية- فقد اتفَقَتْ في أصولِ الأَحكامِ، واختلفَت في بعضِ فُروعِها، ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾[المائدة: 48]. وكُلُّ شَّرائع الأنبياءِ مِنْ قبلِ نُسِخَتْ وبُدِّلَ بِشَرِيعَةِ خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم، فقد اختصه الله عز وجل بالشريعة الكاملة، الصالحة لكل زمان ومكان، وأمر الله جميع الناس أن يتبعوها ولا يحيدوا عنها. قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: “لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، وَلَوْ كَانَ ‌مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا ‌اتِّبَاعِي”

ونَزَلَ القُرْآنُ على مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لِيَنْسَخَ جَميعَ الكُتُب قَبْلَه ويَمْحُوهَا، فلا يَبقَى إلا كِتَابُ اللهِ القرآن، قال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾[المائدة: 48].

فلا دينَ غَيْرَ دينِ الإسلامِ، ولا مِلَّةَ غيرَ مِلَّةِ الإسلامِ، هو الدِّين الكاملُ، والشريعة الصالحةُ لكل وزمان ومكان، وإنِّ عيسى عليه الصلاة والسلام إذا نزل في آخر الزمان فإنه يحكم بشرعة الإسلام وهدى القرآن.

دين الإسلام قائم على التوحيد


قال جلَّ وعلا: ﴿قُلقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾[سورة الإخلاص]، فدين الله قائم على التوحيد، ومن ادعى أَنَّ للهِ ولَدً كَفَرَ كائنًا مَنْ كانَ، لأنه عارض وناقضَ ما في القرآن صراحَةً.

فكلُّ ملَّةٍ على غير التوحيد كفر، وقال عز وجل: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾[المائدة: 17]، وقال سبحانه: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ﴾[المائدة: 73]، وقال جلَّ شأنه: ﴿وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ﴾[التوبة: 30].

المرجع :

لا تنس ذكر الله
أستغفر الله
0 / 100

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية