الإيمان بالكتب السماوية

الإيمان بالكتب السماوية

الإيمان بالكتب السماوية


"الايمان بالكتب السماوية" هو الركن الثالث من أركان الإيمان ، والواجب على المؤمن الايمان بالكتب السماوية جملة وتفصيلا ، وعدم الكفر ببعضها بحجة الايمان ببعض، ولا الشك فيها فان هذا مقتضى ما يخرج من الملة.
ومن الكتب السماوية ما ذكرها الله تعالى في كتابه وذكرها النبي ﷺ في سنته باسمائها ، ومنها ما لم تذكر باسمائها وانما ذكرت بالجملة .

الكتب السماوية الخمسة التي ذكرت في القرآن

  • التــوراة ، انزل على موسى عليه السلام ، قال تعالى: ﴿إِنّا أَنزَلنَا التَّوراةَ فيها هُدًى وَنورٌ يَحكُمُ بِهَا النَّبِيّونَ الَّذينَ أَسلَموا لِلَّذينَ هادوا وَالرَّبّانِيّونَ وَالأَحبارُ بِمَا استُحفِظوا مِن كِتابِ اللَّهِ وَكانوا عَلَيهِ شُهَداءَ فَلا تَخشَوُا النّاسَ وَاخشَونِ وَلا تَشتَروا بِآياتي ثَمَنًا قَليلًا وَمَن لَم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الكافِرونَ﴾ [المائدة: ٤٤]

  • الانجيـل ، انزل على عيسى عليه السلام ، قال تعالى: ﴿وَقَفَّينا عَلى آثارِهِم بِعيسَى ابنِ مَريَمَ مُصَدِّقًا لِما بَينَ يَدَيهِ مِنَ التَّوراةِ وَآتَيناهُ الإِنجيلَ فيهِ هُدًى وَنورٌ وَمُصَدِّقًا لِما بَينَ يَدَيهِ مِنَ التَّوراةِ وَهُدًى وَمَوعِظَةً لِلمُتَّقينَ﴾ [المائدة: ٤٦]

  • الزبور انزل على داود عليه السلام : ﴿وَرَبُّكَ أَعلَمُ بِمَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ وَلَقَد فَضَّلنا بَعضَ النَّبِيّينَ عَلى بَعضٍ وَآتَينا داوودَ زَبورًا﴾ [الإسراء: ٥٥]

  • الصحف ، انزل على ابراهيم وموسى ، قال تعالى: ﴿إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الأولى۝صُحُفِ إِبراهيمَ وَموسى﴾ [الأعلى: ١٨-١٩]

  • القرآن الكريم ، انزل على سيدنا محمد ﷺ .
وكذلك انزل الله سبحانه وتعالى كتب سماوية مع كل نبي ولم يسمها سبحانه وانما ذكرها بجملتها مجتمعة كما قال سبحانه: ﴿كانَ النّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيّينَ مُبَشِّرينَ وَمُنذِرينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الكِتابَ بِالحَقِّ لِيَحكُمَ بَينَ النّاسِ فيمَا اختَلَفوا فيهِ وَمَا اختَلَفَ فيهِ إِلَّا الَّذينَ أوتوهُ مِن بَعدِ ما جاءَتهُمُ البَيِّناتُ بَغيًا بَينَهُم فَهَدَى اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا لِمَا اختَلَفوا فيهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذنِهِ وَاللَّهُ يَهدي مَن يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾ [البقرة: ٢١٣]

تحريف الكتب السماوية

لم يبق من الكتب السماوية صحيحا الا القران الكريم ، واما الكتب التي سبقته فقد بدلت ، وغيرت، وزيدت ،وانقصت ، وحرفت .
فاليهود حرفوا التوراة ،والنصارى حرفوا الانجيل ، والباقيات لم يبق منهن شيء ، وكل هذا من حكمة الله تعالى ، فبقاء القران الكريم جامعا ومحفوظا هو المعجزة الخالدة.

فاخبر الله عن اليهود انهم حرفوا التوراة ، فقال : ﴿مِنَ الَّذينَ هادوا يُحَرِّفونَ الكَلِمَ عَن مَواضِعِهِ وَيَقولونَ سَمِعنا وَعَصَينا وَاسمَع غَيرَ مُسمَعٍ وَراعِنا لَيًّا بِأَلسِنَتِهِم وَطَعنًا فِي الدّينِ وَلَو أَنَّهُم قالوا سَمِعنا وَأَطَعنا وَاسمَع وَانظُرنا لَكانَ خَيرًا لَهُم وَأَقوَمَ وَلكِن لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفرِهِم فَلا يُؤمِنونَ إِلّا قَليلًا﴾ [النساء: ٤٦]
والنصارى ايضا حرفوا الانجيل ، واخفوا اكثره ، قال تعالى : ﴿يا أَهلَ الكِتابِ قَد جاءَكُم رَسولُنا يُبَيِّنُ لَكُم كَثيرًا مِمّا كُنتُم تُخفونَ مِنَ الكِتابِ وَيَعفو عَن كَثيرٍ قَد جاءَكُم مِنَ اللَّهِ نورٌ وَكِتابٌ مُبينٌ﴾ [المائدة: ١٥]

القرآن هدى ورحمة وبشرى للمسلمين

القرآن هو الجامع لما جاء في الكتب السابقة كلها ، والمحتوي لاوامرها ونواهيها ، والمستوعب لمقاصدها ومعانيها ، فسماه الله تعالى بانه المهيمن عليهن " الشاهد لما فيهن قال تعالى : ﴿وَأَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقِّ مُصَدِّقًا لِما بَينَ يَدَيهِ مِنَ الكِتابِ وَمُهَيمِنًا عَلَيهِ فَاحكُم بَينَهُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِع أَهواءَهُم عَمّا جاءَكَ مِنَ الحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلنا مِنكُم شِرعَةً وَمِنهاجًا وَلَو شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُم أُمَّةً واحِدَةً وَلكِن لِيَبلُوَكُم في ما آتاكُم فَاستَبِقُوا الخَيراتِ إِلَى اللَّهِ مَرجِعُكُم جَميعًا فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم فيهِ تَختَلِفونَ﴾ [المائدة: ٤٨]
كما جعل الله القران الكريم :﴿... تِبيانًا لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً وَبُشرى لِلمُسلِمينَ﴾ [النحل: ٨٩]
وشدد سبحانه وتعالى على الحكم بما أنزل ، ووصف المعرضين عن الحكم فيه بأنهم الكافرون ، الظالمون والفاسقون : ﴿... وَمَن لَم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الكافِرونَ۝... وَمَن لَم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ۝...۝... وَمَن لَم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الفاسِقونَ﴾ [المائدة: ٤٤-٤٧]

دعاء


اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب همومنا وغمومنا.
اللهم ذكرنا منه ما نُسينا، وعلمنا منه ما جهلنا .
اللهم ارزقنا قراءة القرآن وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا، واجعلنا ممن يقيم حروفه وحدوده، ونعوذ بك أن نكون ممن يقيمون حروفه ويضيعون حدوده
. اللهم اجعل القرآن لنا في الدنيا رفيقا وفي القبر مؤنسا، وعلى الصراط نورا، ومن النار سترا وحجابا، ويوم القيامة شفيعا.

لا تنس ذكر الله
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر
0 / 100

إقرأ المزيد :



عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية