الموت وفقد الأحبة

الموت وفقد الأحبة

الموت وفقد الأحبة


الدنيا دار الفناء

الدنيا دار الفناء والآخرة دار البقاء ، قال تعالى : ﴿كُلُّ مَن عَلَيها فانٍ﴾ [الرحمن: ٢٦]
وفي الدنيا يمتحن الإنسان بالمصائب، والأقدار المؤلمة، ومن أعظم المصائب التي يصاب بها الإنسان مصيبة الموت، وفقد الأحبة، والمؤمن يرضى بما قدَّرَ اللهُ له فهُو خيرٌ له ، فإنْ أَصابتْه الضَّراء صبر وانتظر الفرج من الله ، واحتسب الأجر على الله سبحانه وتعالى ، فعن صهيب رضي الله عنه قال، قال رسول الله ﷺ : «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ». رواه مسلم في صحيحه

الموت

الموت مقدر على كل البشر

ولا شك أن الجميع سيموت ، فهذه هي الحقيقة التي لا ينجوا منها مخلوق، ولا ينكرها أحد، فالجميع سيذوق كأس الموت، ، والكل سيرحل يوما ما ويفارق هذه الدنيا، ولو كانت الدنيا تدوم لأهلها لكان رسول الله بقي حيًا ، قال سبحانه: ﴿وَما جَعَلنا لِبَشَرٍ مِن قَبلِكَ الخُلدَ أَفَإِن مِتَّ فَهُمُ الخالِدونَ﴾ [الأنبياء: ٣٤]
وإذا حضر أجل الإنسان لا مفر منه، قال تعالى : ﴿أَينَما تَكونوا يُدرِككُمُ المَوتُ وَلَو كُنتُم في بُروجٍ مُشَيَّدَةٍ ...﴾ [النساء: ٧٨]
فلكل أمةٍ أجل ،وكل من انقضى عمره وجاء أجله ،لن يتأخر ساعة ، قال تعالى : ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُم لا يَستَأخِرونَ ساعَةً وَلا يَستَقدِمونَ﴾ [الأعراف: ٣٤]

الصبر على البلاء

وعد الله من صبر على ما أصابه الله من ضراء بالصلوات منه والرحمة ، قال الله سبحانه وتعالى : ﴿الَّذينَ إِذا أَصابَتهُم مُصيبَةٌ قالوا إِنّا لِلَّهِ وَإِنّا إِلَيهِ راجِعونَ۝أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ المُهتَدونَ﴾ [البقرة: ١٥٦-١٥٧]

كما وعد الله سبحانه وتعالى الصابرون أن ثوابهم يوم القيامة دون عدّ ولا مقدار لكثرته وتنوعه ، قال تعالى : ﴿... إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ﴾ [الزمر: ١٠]

فيا من ابتلي بالفقد ، اصبر واحتسب الأجر من الله وارض بقضاء الله، واعلم أننا كلنا لله وأنا إليه راجعون، وعن هذه الدنيا راحلون، وردد إنا لله وإنا إليه راجعون ، فسيعوضك الله خير مما فقدت، فقد ثبت عن أم المؤمنين أم سلمة قالت : سمعت رسول اللهِ ﷺ ، يَقُولُ: « مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} ، اللهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَجَرَهُ اللهُ فِي مُصِيبَتِهِ، وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا "، قَالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ: كَمَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْلَفَ اللهُ لِي خَيْرًا مِنْهُ، رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ». رواه مسلم والمعنى أن الله أكرمها بأن تزوجها رسول الله ﷺ.

واعلم أن البلاء والحزن والألم الذي أصابك تكفير للسيئات، ورفعة للدرجات، في الجنات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ». رواه البخاري في صحيحه . وعنه رضي الله عنه قال: أتت امرأة إلى النبي ﷺ بصبي لها، فقالت: يا رسول الله! ادعُ الله له؛ فلقد دفنت ثلاثة قبله. فقال ﷺ : "دفنت ثلاثة؟!" -مستعظمًا أمرها- قالت: نعم، قال: « لقد احتظرت بحظار شديد من النار ». أي: لقد احتميت بحمى عظيم من النار. الألباني
واعلم أنك لست وحدك من ابتليت بمصيبة الفقد ، فغيرك قد ابتلي بأعظم من مصيبتك، وخير مثال نبينا ﷺ ، فقد ابتلي بموت جميع أبنائه وبناته في حياته ماعدا فاطمة رضي الله عنها، تخيل ستة من الأبناء والبنات، منهم الصغير ومنهم الكبير فما أشد هذا البلاء ، فالفراق في الدنيا لا بد منه ، فهن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : «أتاني جبريلُ عليه السَّلامُ فقال : يا محمَّدُ ! عِشْ ما شئتَ فإنَّك ميِّتٌ ، وأحبِبْ من شئتَ فإنَّك مفارقُه ، واعمَلْ ما شئتَ فإنَّك مجزِيٌّ به ، ثمَّ قال : يا محمَّدُ ! شرفُ المؤمنِ قيامُه باللَّيلِ ، وعِزُّه استغناؤُه عن النَّاسِ». صححه الألباني في صحيح الجامع .

لقاء الأحبة في الآخرة

وعد الله سبحانه وتعالى من كان مؤمنًا بلقاء أهله وذريته وأحبابه من المؤمنين، في الجنة فأبشر فسيجمعك الله بمن فقدت في اجتماع أبدي لا فراق بعده ، قال الله سبحانه وتعالى : ﴿وَالَّذينَ آمَنوا وَاتَّبَعَتهُم ذُرِّيَّتُهُم بِإيمانٍ أَلحَقنا بِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَما أَلَتناهُم مِن عَمَلِهِم مِن شَيءٍ كُلُّ امرِئٍ بِما كَسَبَ رَهينٌ﴾ [الطور: ٢١] وقال سبحانه: ﴿جَنّاتُ عَدنٍ يَدخُلونَها وَمَن صَلَحَ مِن آبائِهِم وَأَزواجِهِم وَذُرِّيّاتِهِم وَالمَلائِكَةُ يَدخُلونَ عَلَيهِم مِن كُلِّ بابٍ﴾ [الرعد: ٢٣]

اللهمّ إنّي أعوذ بك من زوال نعمتك وفجاءة نقمتك، وتحوّل عافيتك وجميع سخطك. رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.

لا تنس ذكر الله
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر
0 / 100

إقرأ المزيد :



عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية