تفسير - يا أيها الذين آمنوا إذا نودي الى الصلاة من يوم الجمعة-

تفسير - يا أيها الذين آمنوا إذا نودي الى الصلاة من يوم الجمعة-

تفسير (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعة)




أمر الله تعالى المؤمنين بالاجتماع لعبادته يوم الجمعة، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ...﴾ [الجمعة: 9]؛ أي: اقصدوا واعمدوا واهتموا في سيركم إليها، وليس المراد بالسعي ها هنا المشيَ السريع؛ وإنما هو الاهتمام بها؛ كقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ... ﴾ [الإسراء: 19]، فأما المشي السريع، فقد نُهِي عنه؛ لما أخرجاه في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة، ولا تأتوها وأنت تسعَوْن، فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فأتمُّوا»، وفي رواية: «إذا أتيتَ الصلاة، فَأْتِها بوقار وسكينة، فصلِّ ما أدركتَ، واقضِ ما فاتك»، وقال الحسن: "أمَا والله ما هو السعيُّ على الأقدام، ولقد نُهوا أن يأتوا الصلاة إلا وعليهم السكينة والوقار، ولكن بالقلوب والنية والخشوع"، وقال قتادة في قوله تعالى: ﴿ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الجمعة: 9]: يعني: "أن تسعى بقلبك وعملك؛ وهو المشي إليها"، ويوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: .«إنَّ من أفضل أيامكم يومَ الجمعة؛ فيه خُلِق آدم، وفيه قُبِض، وفيه النفخةُ، وفيه الصعقة؛ فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه؛ فإن صلاتكم معروضة عليَّ، إن الله حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء»، وقال: «خيرُ يوم طلعتْ عليه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خُلق آدم، وفيه أُدخِلَ الجنة، وفيه أُخرِجَ منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة»

وشُرع اجتماع المسلمين فيه؛ لتنبيههم على عظم نعمة الله عليهم، وشُرعت فيه الخطبة؛ لتذكيرهم بتلك النعمة، وحثِّهم على شكرها، وشُرِعتِ الصلاة في وسط النهار؛ ليتمَّ الاجتماع في مسجد واحد، وأمر الله المؤمنين بحضور ذلك والاجتماع لسماع الخطبة وإقامة تلك الصلاة، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ... ﴾ [الجمعة: 9]؛ قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "كان مِن هدي النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمُ هذا اليوم، وتشريفُه، وتخصيصه بعبادات يختصُّ بها عن غيره، وقد اختلف العلماء: هل هو أفضل من يوم عرفة؟ على قولين، هما وجهان لأصحاب الشافعي، وكان يقرأ في فجره بسورتي ﴿ الم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ ﴾ السجدة، و﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ ﴾، إلى أن قال: "وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: "إنما كان النبي يقرأ هاتين السورتين في فجر الجمعة؛ لأنهما تضمنتا ما كان يكون في يومها؛ فإنهما اشتملتا على خلق آدم، وعلى ذكر المعاد، وحشر العباد، وذلك يكون يوم الجمعة، وكان في قراءتهما في هذا اليوم تذكير للأمة بما كان ويكون.
لا تنس ذكر الله
سبحان الله
0 / 100

إقرأ المزيد :






عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية