أثر الصيام على المسلم والمجتمع

أثر الصيام على المسلم والمجتمع

أثر الصيام على المسلم والمجتمع


الصيام فريضة عظيمة وركن من أركان الإسلام وه من العبادات التي قد تشق على النفس لما فيه من ترك ملاذ النفس من طعام وشهوة وانتصار للنفس، وقد فرضه الله علينا كما فرضه على الذين من قبلنا.

منافع الصيام في الآخرة


  1. تحقيق التقوى التي لا يعلم ثواب أصحابها إلا الله وحده.فمن حقق التقوى نال الخير كله في الدنيا والآخرة.

  2. محو الذنوب والآثام ، قال صلى الله عليه وسلم:«من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر».

  3. الثواب الجزيل الذي لا يعلم قدره إلا الله سبحانه وتعالى ففي الحديث القدسي:«كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي».

  4. دخول الجنة من باب خاص بالصائمين لا يدخل منه غيرهم قال رسول الله ﷺ: «إن في الجنة بابا يسمى الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال: أين الصائمون: فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق لم يدخل منه أحد».

  5. الصيام سبب للمباعدة من النار ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا».

  6. الفرح بلقاء الله وثواب الصوم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه» ولا يفرح بصومه حينئذ إلا لفرحه بعظيم ما أعد الله له من الجزاء العظيم.

منافع الصيام الصحية


ومن تلك الفوائد العظيمة للصيام التي أثبتتها الدراسات العلمية :

  1. أن الصيام من أهم سبل الوقاية من أمراض السمنة وأخطارها المترتبة عليها كالسكر وضغط الدم وبعض أنواع العقم.

  2. الصيام يقي الجسم من كثير من الزيادات الضارة مثل: الحصوة، والرواسب الكلسية والزوائد اللحمية والأكياس الدهنية والأورام في بداية تكونها.

  3. الصيام وقاية بإذن الله من مرض النقرس الذي تسببه زيادة التغذية والإكثار من اللحوم.

  4. الصيام وقاية بإذن الله من تصلب الشرايين وانسدادها لأن الصوم ينقص مستوى الدهون في الجسم مما ينقص مستوى مادة الكولسترول وهي المادة التي تترسب بزيادة معدلاتها لتكون انسداد الشرايين وتصلبها كما تسبب تجلط الدم في شرايين القلب والمخ.

  5. الصيام يقي الجسم بإذن الله من تكون حصيات الكلى إذ يرفع الصيام معدل الصوديوم في الدم فيمنع تبلور أملاح الكالسيوم المسببة للحصى.

  6. الصيام يقوي جهاز المناعة فيقي الجسم بإذن الله من أمراض كثيرة ففي الصيام:
    • يتحسن المؤشر الوظيفي للخلايا اللمفاوية عشرة أضعاف ما كانت عليه.

    • وفي الصيام تزداد نسبة الخلايا المسؤولة عن المناعة.

    • وفي الصيام ترتفع نسبة الأجسام المضادة للأمراض في الجسم فتنشط الردود المناعية الدفاعية.

  7. الصيام يحسن مستوى الخصوبة لدى الرجال والنساء فيرتفع معدل احتمالات الإنجاب وقد قامت جامعة الملك عبدالعزيز بجدة بدراسة علمية أكدت ذلك وأثبتت أن أكثر حالات الحمل في المملكة بعد شهر رمضان.

  8. الصيام يخلص الجسم ويقيه من أمراض السموم المتراكمة في خلاياه وبين أنسجته من جراء تناول الأطعمة كما يخلصه من بقايا سموم الأدوية.
    الصيام يمكن الجهاز الهضمي من استراحة فسيولوجية مما يساعده على استعادة وتحسين أدائه.

  9. الصوم يفتح الذهن ويقوي الإدراك.

  10. الصيام يحسن أداء البنكرياس فقد ثبت علميا أن البنكرياس يتحسن أداؤه بمجرد عكس العادة الغذائية.

  11. الصيام يهذب الغريزة الجنسية.

  12. للصيام أثر في شفاء كثير من الأمراض بإذن الله فهو يفيد في علاج الأمراض الآتية:
    • الأمراض الناتجة عن السمنة كمرض تصلب الشرايين وضغط الدم وبعض أمراض السكر.

    • بعض أمراض الدورة الدموية مثل مرض (الريتود).

    • الصيام يساعد على شفاء مرض المفاصل (الروماتيود).

    • الصيام يفيد في علاج قرحة المعدة وبعض حالات السكر.

منافع الصيام النفسية


للصيام أثر عظيم على الصحة النفسية فهو أهم عوامل الاستقرار النفسي ويتجلى ذلك فيما يلي:

  1. أن الصيام سبيل لتحقيق التقوى التي وعد الله أهلها بالسعادة في الدارين قال تعالى:﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب﴾ والمخرج الموعود به هنا عام في كل ما يهمه ويؤرق مضجعه، وضمن له الرزق فقال:(ويرزقه من حيث لا يحتسب) ومن كفي رزقه وهمه فلا تسل عن عظيم سعادته، وهل يقلقنا في الدنيا إلا هموم الرزق والحياة ومتاعبها، وكل ذلك ضمنه الله لمن حقق التقوى.

  2. الصيام سبيل لتخليص النفس من ثوران الشهوة ووسوستها وما يتبع ذلك من نظر يورث تعلقا محرما وربما يكون ذلك التعلق بما لا مطمع في دركه فيعود ذلك على المرء بالحسرة التي لا تفارقه أو فعل محرم يورثه الحسرة والندامة وربما الأمراض التي تورثه الشقاء الدنيوي قبل العذاب الأخروي ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:«يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء».

  3. الصيام يقي الجسد بإذن الله من كثير من الأمراض ويشفي من كثير منها.

  4. في الصيام حسن العلاقة بالله والشعور بقربه ومعيته فهو سبيل إلى تحقيق درجة الإحسان التي هي أعلى مراتب الإيمان . فالصائم يمكنه أن يتوارى عن عيون الناس ويأكل ويشرب ويأتي شهوته ولكنه لا يفعل لعلمه باطلاع الله عليه وتلك مرتبة الإحسان التي عرفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:«أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك».
    والشعور بمعية الله والأنس به أعلى مقامات سعادة النفس وطمأنينتها فلا تحزن لنزول مصاب لعلمها بأن الله مطلع عليه وما قدره إلا لخير يريده بها:«عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له».

  5. الصوم يهذب النفس ويكسر سورتها مما يعود عليها بالهدوء والسكينة والراحة والطمأنينة يقول أبو حامدالغزالي ـ رحمه الله ـ : الصيام زكاة للنفس ورياضة للجسم فهو للإنسان وقاية وللجماعة صيانة في جوع الجسم صفاء القلب وإنقاذ البصيرة، لأن الشبع يورث البلادة و يعمي القلب ويكثر الشجار فيبلد الذهن وقد اتخذته كثير من الفرق سبيلا لتهذيب النفس ولكنها ربما غالت في ذلك حتى ظلمت الجسد وللجسد حق كما للنفس حق ولكن ديننا دين الوسطية لزم الاعتدال في ذلك وأعطى كل ذي حق حقه.

منافع الصيام الاجتماعية


وللصيام فوائد اجتماعية عظيمة تعود على الفرد والمجتمع بالمصالح الدنيوية والأخروية ومن تلك الفوائد والآثار الاجتماعية:

  1. أن الصيام سبيل لإيجاد الفرد الصالح:(لعلكم تتقون) وإذا وجد الفرد الصالح سعدت به الأمة وسعد هو بنفسه، فإن تقواه تقوده إلى أداء الحقوق والواجبات وتمنعه من التعدي على ما ليس له روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه تولى قضاء المدينة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ثم جاء يستعفي من القضاء بعد سنة فقال له أبو بكر أردت نصرتك وتريد خذلاني أعينوني على هذا الأمر فقال عمر رضي الله عنه يا خليفة رسول الله: لم يتقاض إلي اثنان منذ أن توليت القضاء وإن أهل المدينة عرفوا ما لهم فأتوه وما ليس لهم فتركوه.نعم إذا عرف كل ما له وما عليه ففيم الخصام والشجار والنفار؟

  2. الصيام يحقق التقوى المأمور صاحبها بالإنفاق وإعانة ضعفاء المجتمع فالإنفاق صفة لا تتحقق التقوى بدونها قال تعالى:﴿ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون﴾ فإنفاق المرء مما رزقه الله سمة رئيسة من سمات التقوى وعلامة بارزة من علاماتها، والإنفاق هنا يعم الإنفاق من كل ما رزقه الله من مال وعلم وجاه وقوة بدنية وحرفة دنيوية.

  3. بالصوم يعطش الغني ويجوع فيتذكر البطون الجائعة العطشى التي لم تعرف للشبع طعما ولا للري سبيلا فتحنو نفسه على الفقراء والجوعى فيبذل لهم من ماله وجهده.

  4. في رمضان تقوى صلة المؤمن بالقرآن لأن هذا الشهر شهر القرآن قال تعالى:﴿شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن﴾

  5. الصيام يهذب الغريزة الجنسية ويحد من ثورتها فتقل حالات التحرش والنظر المؤذي.

  6. الصيام دورة في تهذيب الأخلاق فالصائم لا يشتم ولا يسب ولا يصخب ولا يكذب ولا يغتاب ولا ينم. قال صلى الله عليه وسلم:«الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم»

  7. الصيام يحقق درجة المراقبة ففي الحديث القدسي:«كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي». نعم يراقب الصائم ربه فلا يأتي ما يفسد صومه وإن توارى عن أعين الناس لعلمه بأن الله مطلع عليه فيولد ذلك لديه الشعور بمراقبة الله في كل أمر فيأتي الذي هو له ويترك ما ليس له.


أكثر من الصلاة على النبي يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
0

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية