عدة الوفاة ( الإحداد)

عدة الوفاة ( الإحداد)

عدة الوفاة ( الإحداد )


تعريف العدة


العِدَة هي تربّص محدود شرعاً ، بسبب فرقة نكاحٍ وما أُلحق به كوطءِ الشبهةِ .و الاستبراء شرعاً هو تربّص يُقصد به العلم ببراءة الرحم .
والإحداد هو أن تجتنب المرأة المُتوفى عنها زوجها أثناء العِدّة كل ما يدعو لنكاحها ، ويُرغّب في النّظر إليها من الطّيب ، والكحل ، وثياب الزّينة ، والحلي ، وتحسين الوجه بالمكياج وغيره ، والخروج من منزلها لغير حاجةٍ أو ضرورةٍ.

حكم الإحداد ومدته


بالنسبة لإحداد المرأة على زوجها واجب ، قال تعالى : ﴿وَالَّذينَ يُتَوَفَّونَ مِنكُم وَيَذَرونَ أَزواجًا يَتَرَبَّصنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَعَشرًا فَإِذا بَلَغنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُناحَ عَلَيكُم فيما فَعَلنَ في أَنفُسِهِنَّ بِالمَعروفِ وَاللَّهُ بِما تَعمَلونَ خَبيرٌ﴾ [البقرة: ٢٣٤]

وأما الإحداد على غير الزوج كالأب والأخ والابن فيباح لها أن تحد لكن لا تزيد على ثلاثة أيام لقوله ﷺ : « لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً » . رواه البخاري ومسلم

الحكمة من مشروعية الإحداد


أولاً : التعبد لله تعالى بامتثال أمره وأمر رسوله ﷺ.
ثانياً : تعظيم خطر هذا العقد ورفع قدره .
ثالثاً : تعظيم حق الزوج وحفظ عشرته .
رابعاً : تطييب نفس أقارب الزوج ومراعاة شعورهم .
خامساً: سد ذريعة تطلع المرأة للنكاح أو تطلع الرجال إليها .
سادسًا : استحضار فوات نعمة النّكاح بموت الزوج الذي كان يصونها ويحفظها ويرعى مصالحها .

يلزم الحادة من الأحكام


على المرأة الإلتزام بالأمور التالية :

  1. تجتنب المرأة الحادّ ثياب الزينة فكل ثوب زينة تمنع منه المرأة الحادّ ، وما عداه من ثياب نظيفة ليست للزّينة فلا تمنع منها ولو كانت ملونة والدليل قوله ﷺ : « ولا تلبَسُ ثوبًا مصبوغًا ، ولا ثوبَ عَصْبٍ » . متفق عليه.

  2. تجتنب المرأة الحادّ الكحل إذا كان للزينة والدليل قوله صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الصحيح – "ولا تَكْتحِلُ" ، ولا خلاف في ذلك بين أهل العلم ، وإنّما وقع الخلاف في الكحل إذا كان للتّداوي والعلاج فجوّزه الجمهور ، ومنعه المالكية في رواية ، وكذا ابن حزمٍ والقول بالمنع قوي جدّاً خاصة مع وجود الأدوية والقطرات والعقاقير الحديثة .

  3. تجتنب المرأة الحادّ الطّيب في ثيابها و بدنها سواء كان دهناً أم بخوراً أو غير ذلك ، والدليل قوله ﷺ : «ولا تمسُّ طيبًا إلّا عندَ طُهْرِها حينَ تطهرُ نُبَذًا من قُسطٍ وأظفارٍ » . وبناء على هذا الحديث جوّز لها أهل العلم بعض أنواع الطيب لقطع رائحة الحيض بعد الغسل وهي غير مستعملةٍ في زماننا ويغني عنها بعض أنواع المنظفات الحديثة. ولا حرج على المرأة الحادّ في الاستحمام ، وتمشيط الشّعر ، وغسله بالصّابون والشامبو لأنّ الذي في الصابون والشامبو ليس طيباْ ، وإنّما هو نكهة .

  4. تجتنب المرأة الحادّ الاختضاب وهو الصبغ بالحناء فقد ثبت النهي عنه في قوله ﷺ : «ولا تختضب» وهو من الزّينة ويدخل فيه ما ظهر في هذا الزمان من التشقير والتمييش وسائر الأصباغ التي تُستعمل للزّينةِ.

  5. تجتنب المرأة الحادّ الحلي بكافة أنواعه وأشكاله ، وأما لبسها للساعة فلا بأس به إذا كانت تستعملها لضبط الوقت.

  6. يجب على المرأة الحادّ لزوم بيتها ، فتلتزم بيت زوجها الذي توفي فيه وهي ساكنة فيه ، ولا تخرج منه إلا لضرورة أو حاجة . كمراجعة مستشفى أو شراء حاجاتها من السوق إذا لم يكن من يقوم بذلك ، ولها أن تذهب لعملها ، ولدراستها ، ونحو ذلك.


العدة لمن توفي زوجها قبل الدخول والخلوة


لو عقد رجل على امرأة ثمّ توفي عنها قبل الدخول والخلوة ، وجبت عليها عدّة الوفاة ، ووجب لها المهر كاملاً ، ونصيبها من الميراث إن ترك خيراً ، لفتوى ابن مسعود ، وقد وافق بها قضاء النّبي ﷺ كما في حديث معقل بن يسار.

زواج من وضعت حملها


يُباح لمن وضعت حملها أن تتزوج ، ويُعقد عليها ، وإن لم تطهر من نفاسها ، قال الحافظ عند شرحه لحديث سبيعة الأسلمية : "يجوز العقد عليها إذا وضعت ولو لم تطهر من دم النفاس وبه قال الجمهور " ، وكره ذلك الحسن البصري والشعبي ، والراجح قول الجمهور ولكن لا يطؤها زوجها الذي عقد عليها إلّا بعد أن تطهر وتغتسل من النّفاس .

لا تنس ذكر الله
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر
0 / 100

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية