شجرة الحب

شجرة الحب

شجرة الحب


أعظم الحب محبة الله


إِذَا غُرِسَتْ شَجَرَةُ الْحُبِّ فِي الْقَلْبِ، وَسُقِيَتْ بِمَاءِ الإِخْلاصِ، وَمُتَابَعَةِ الْحَبِيبِ أَثْمَرَتْ أَنْوَاعَ الثِّمَارِ! ﴿تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾[إبراهيم:25].

المحبة الحقيقية لله


وَلَيسَ في الوُجُودِ مَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يُحَبَّ لِذَاتِهِ إلا اللَّه! ومَحَبَّةُ غَيْرِهِ تَبَعٌ لِحُبِّهِ. وَأَعْظَمُ المَحَبَّةِ: مَحَبَّةُ الْمُؤْمِنِينَ لِرَبِّهِمْ، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾[البقرة: 165].

وَلَمَّا كَثُرَ المُدَّعُونَ لِلْمَحَبَّة طُوْلِبُوا بإقَامَةِ البَيِّنَةِ؛ فَهَرَبَ الْبَطَّالُونَ، وَأَقْبَلَ الْمُحِبُّون! قال تعالى: ﴿مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾[المائدة:54].

بم تطلب محبة الله؟


ومَحَبَّةُ اللهِ نُوْرٌ يَقْذِفُهُ اللهُ؛ فَاطْلُبُوْهَا مِنَ الله؛ فَفِي الحَدِيث: "اللَّهمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ حُبَّك، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّك، والعَمَلَ الَّذي يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ".

وَمُطَالَعَةُ نِعَمِ اللهِ تُقَوِّي مَحَبَّةَ الله؛ فَالْقُلُوبُ مَجْبُولَةٌ عَلَى حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهَا؛ فـ"أَحِبُّوا اللَّهَ؛ لِمَا يَغْذُوكُمْ مِنْ نِعَمِهِ!"

وعَلامَةُ حُبِّ اللهِ دَوَامُ ذِكْرِهِ؛ لِأَنَّ مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا؛ أَكْثَرَ ذِكْرَهُ!، قال ابنُ تَيْمِيّة: "كَثْرَةُ ذِكْرِهِ؛ تُعَلِّقُ الْقُلُوبَ بِهِ! وَلِهَذَا أَمَرَ اللَّهُ بِالذِّكْرِ الْكَثِيرِ".

وَإِذَا أَكْثَرْتَ مِنَ النَّوَافِل؛ فَأَبْشِرْ بِمَحَبَّةِ اللهِ لَك، قال تعالى في الحديث القدسي: "وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ"

وَلا يُحِبَّكَ اللَّهُ؛ إِلا إِذَا اتَّبَعْتَ حَبِيْبَهُ -صلى الله عليه وسلم- ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾[آل عمران: 31].

ومُطَالَعَةُ أَسْمَاءِ اللهِ وَصِفَاتِهِ، تَزِيدُ في مَحَبَّةِ الْمَوْصُوفِ بِهَا؛ لِأَنَّهَا صِفَاتُ كَمَالِ، وَنُعُوتُ جَلَالِ وجَمَال! قال ابنُ القَيّم: "مَنْ عَرَفَ اللَّهَ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ: أَحَبَّهُ لَا مَحَالَةَ!".

وعَلامَةُ الْمَحَبَّة تَرْكُ مَا تُحِبُّ لِمَنْ تُحِبُّ، وَالنَّبِيٌّ -صلى الله عليه وسلم- أَحَبُّ إلى المُؤْمِنِ مِنْ كُلِّ مَخْلُوق! وفِي الحَدِيث: "لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ؛ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ والناسِ أَجْمَعِين"

عقوبة القلب الفارغ من محبة الله


والقَلْبُ الفَارِغُ مِنْ مَحَبَّةِ اللَّهِ يُبْتَلَى بِعَذَابِ العِشْق، والتَّعَلُّقِ بِالخَلْق! فَإِذَا امْتَلَأَ بمَحَبَّةِ اللَّهِ: عافَاهُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّه، وَأَذَاقَهُ حَلَاوَةَ الإِيمان، وَصَرَفَ عَنْهُ الإِثْمَ والعِصْيَان! قَالَ تَعَالَى -فِي حَقِّ يُوسُفَ-: ﴿كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾[يوسف: 24].

آثار محبة الله


إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ! وَذَلِكَ لِمَصْلَحَتِهِمْ؛ فَإِنَّ عامَّةَ مَصَالِحِ النُّفُوسِ في مَكْرُوْهَاتِهَا!.

وإِذَا أَحَبَّكَ اللَّهُ؛ أَحَبَّكَ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَوَضَعَ لَكَ الْقَبُولَ فِي الأَرْضِ وحَفِظَ جَوَارِحَك، وأَجَابَ مَطَالِبَك! قال تعالى: "فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ!"

ولا تَجْعَلْ مَحَبَّتَكَ إلا لِمَنْ تَرْجُوْ صُحْبَتَهُ في الآخِرَة!، قال -صلى الله عليه وسلم-: "الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ"

وَقَدْ وَجَبَتْ مَحَبَّةُ اللهِ لِلْمُتَحَابِّينَ فِيْه، قال تعالى في الحديث القدسي: "أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلاَلِي؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي، يَوْمَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي"

والمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ؛ لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ، يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ "لا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ"

لا تنس ذكر الله
الحمدلله
0 / 100

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية