صلاة الكسوف والخسوف

صلاة الكسوف والخسوف

صلاة الكسوف والخسوف


الشمس والقمر آيتان عظيمتان من آيات الله سبحانه وتعالى ، وجريانهما وتعاقبهما يدل على دقة الخالق وإحكام صنعه ، ولما كان يقع لهما الخسوف والكسوف ، فإن هذا يستدعي الخوف من إنطماسهما ووقوع القيام ، ويقتضي اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالصلاة والدعاء .

و الله جل وعلا يري عباده العبر، وأن هذه الآيات لا تجري بطبعها ولا بقدرتها، بل مسيرة بأمر الله متى شاء غيرها وكسفها سبحانه وتعالى ليعلم الناس أنه جل وعلا هو القادر المسير لها، فعن أبو بكرة وأبو مسعود وعبدالله بن عمر والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهم قال : قال رسول الله ﷺ : « إنَّ الشمسَ و القمرَ لا يَنكَسِفان لموتِ أحدٍ و لا لحياتِه ، و لكنهما آيتانِ من آيات اللهِ ، يخوِّفُ اللهُ بهما عبادَه ، فإذا رأيتُم ذلك ، فصلُّوا و ادعُوا حتى ينكشِفَ ما بكم » . صحيح الجامع

معنى كسوف الشمس


كسوف الشمس هو إحتجاب ضوء الشمس كليا أو جزئيًا ، وهو ظاهرة طبيعية فلكية ،تحدث عند وقوع القمر بين الأرض والشمس ، عند تطابق المستويات المدارية .

معنى خسوف القمر


خسوف القمر هو إحتجاب نور القمر عندما تكون الأرضُ بينه وبين الشّمس.
الفرق بين الخسوف والكسوف هو أن الكسوف نسبة إلى الشمس والخسوف نسبة إلى القمر.
والأحكام التي تنطبق على صلاة كسوف الشمس تنطبق أيضا على خسوف القمر

حكم صلاة الكسوف


صلاة كسوف الشمس و خسوف القمر سنة مؤكدة
يسن فعلها جماعة كما فعلها ﷺ، وليست شرطاً فيها بل تصح فرادى. والسنة أيضًا أن يصليها في المسجد ؛ قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :« خسفت الشمس في حياة رسول الله ﷺ فخرج إلى المسجد ، فصف الناس وراءه» . رواه البخاري .

كما أن صلاة الكسوف تشرع في حق النساء ؛ لأن عائشة وأسماء رضي الله عنهما صلتا مع رسول الله ﷺ في المسجد. رواه البخاري.

وقت صلاة الكسوف


تبدأ صلاة الكسوف من ابتداء الكسوف إلى ذهابه ولا تصلى حتى يرى الناس الكسوف لقوله ﷺ : « إذا رأيتم شيئاً من ذلك فصلوا حتى ينجلي» . رواه مسلم
وينتهي وقت صلاة الكسوف بانجلاء الكسوف كليةً ، فإن انجلى البعض فله الشروع في الصلاة للباقي.

قضاء صلاة الكسوف


إذا لم يعلم المسلم بالكسوف إلا بعد زواله فلا يقضي الصلاة؛ لأنها مقيدة بسبب تزول بزواله، ولا يشرع قضائها.

النداء إلى صلاة الكسوف


ينادي المنادي إلى صلاة الكسوف ، ويكرر النداء ، حتى يظن أنه قد أسمع الناس ، ولا يسن لصلاة الكسوف أذان ولا إقامة إتفاقًا . فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه ، قال : لما كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نودي بالصلاة جامعة. متفق عليه .


كيفية صلاة الكسوف


أصح ما ورد في الكسوف أن يصلي ركعتين بقراءتين وركوعين وسجدتين في كل ركعة مع الإطالة، يقرأ في الأولى جهراً -ليلاً كانت أو نهاراً- الفاتحة، وسورة طويلة، ثم يركع طويلاً، ثم يرفع، فيسمع، ويحمد، ولا يسجد، بل يقرأ الفاتحة وسورة طويلة دون الأولى، ثم يركع، ثم يرفع، ثم يسجد سجدتين طويلتين، ثم يصلى الثانية كالأولى، لكن دونها في كل ما يفعل، ثم يتشهد ويسلم.

فعن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: « خسفت الشمس في حياة رسول الله ﷺ فخرج رسول الله ﷺ إلى المسجد فقام وكبر وصف الناس وراءه فاقترأ رسول الله ﷺ قراءة طويلة ثم كبر فركع ركوعا طويلا ثم رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم قام فاقترأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى ثم كبر فركع ركوعا طويلا هو أدنى من الركوع الأول ثم قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم سجد ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك حتى استكمل أربع ركعات وأربع سجدات وانجلت الشمس قبل أن ينصرف ثم قام فخطب الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموها فافزعوا للصلاة » . رواه مسلم

وجاء تقدير طول القيام الأول في حديث ابن عباس ، « أن النبي صلى الله عليه وسلم قام قياما طويلا ، نحوا من سورة البقرة ». متفق عليه.

وعن أبى موسى الاشعري في صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « فأتى المسجد فصلي بأطول قيام وركوع وسجود رأيته يفعله في صلاته ». رواه البخاري ومسلم

ولا يطيل الرفع من الركوع الثاني ولا الجلوس بين السجدتين ولا التشهد.
ومن العلماء من يرى أنه لو صلاها ركعتين كالنافلة صحت وأجزأته للكسوف وفاتته السنة، والله أعلم
يسن أن يكثر ذكر الله ، والاستغفار ، والتكبير والصدقة ، والتقرب إلى الله تعالى بما استطاع من القرب ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا». متفق عليه.

خطبة صلاة الكسوف


يسن أن يعظ الإمام الناس بعد صلاة الكسوف ويحذِّرهم من الغفلة ويأمرهم بالإكثار من الدعاء والاستغفار؛ لفعل النبي ﷺ، فقد خطب الناس بعد الصلاة وقال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكَبِّروا، وصلوا وتصدقوا ». رواه البخاري.

انجلاء الكسوف


السنة أن تستمر صلاة الكسوف حتى ينكشف ، ويعود كما كان . فإذا انتهت الصلاة قبل الانجلاء فلا تعاد، بل يذكر الله، ويكثر من دعائه؛ فعن المغيرة بن شعبة قال ، قال رسول الله ﷺ : « انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَومَ مَاتَ إبْرَاهِيمُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِن آيَاتِ اللهِ، لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُما فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حتَّى تَنْكَشِفَ » . صحيح مسلم
أما إذا تم الانجلاء وهو في الصلاة أتمها خفيفة، ولا يقطعها.

دخول مسبوق مع الإمام


ما بعد الركوع الأول لا تدرك به الركعة، فعلى هذا لو دخل مسبوق مع الإِمام بعد أن رفع رأسه من الركوع الأول فإن هذه الركعة تعتبر قد فاتته فيقضيها. تقضى الركعات الفائتة على هيئة الصلاة فتكون الركعة بقرائتين وركوعين وسجودين يطيلهما إذا كان الكسوف مازال مستمرا ويخففهما إذا كان قد انقضى.

لا تنس ذكر الله
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر
0 / 100

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية