علامات يوم القيامة الكبرى

علامات يوم القيامة الكبرى

علامات يوم القيامة الكبرى


من معجزات النبي ﷺ ودلائل نبوتِه ما أخبر به من أمور الغيب ومن الحوادثِ المستقبلية التي لا علم لأحد بها، ومن هذه الحوادث: إخبارهُ صلى الله عليه وسلم بأشراط الساعةِ، وهي من علاماتُ القيامة التي تسبقها وتدل على قربها، وقد ظهر كثيرٌ من تلك الأشراط التي أخبر النبي ﷺ بوقوعها، فعن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال : اطّلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال :«ما تذاكرون ؟» ، قالوا : نذكر الساعة , قال : « إنها لن تقوم الساعة حتى ترون قبلها عشر آيات ، فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى عليه السلام ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسفٌ بالمشرق وخسفٌ بالمغرب وخسفٌ بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم » رواه مسلم.

وردت هذه الأشراط في أحاديث أخرى وكلها غير مرتبة فلا يُعلم أيُّ العلامات تظهر أولاً ، وسنجري في ترتيبها وذكرها على ما ذكره ورتبه بعض أهل العلم رحمهم الله.

خروج المهدي عليه السلام


هو المهدي عليه السلام
هو محمد بن عبدالله العلوي الفاطمي الحسني من ولد فاطمة من ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « لا تذهبُ الدُّنيا حتَّى يملكَ العربَ رجلٌ من أهلِ بَيتي يواطئُ اسمُهُ اسمي» . رواه أحمد والترمذي

ومن رحمة الله عز وجل أن يخرج هذا الإمام في آخر الزمان ، فيقيم العدل والحق ، ويمنع الظلم والجور، وينشر الله به لواء الخير على الأمة عدلاً وهداية وتوفيقا وإرشادا للناس . فعن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة » . رواه أحمد. وقال ابن كثير : ( أي يتوب عليه ويوفقه ويلهمه ويرشده بعد أن لم يكن كذلك ).

صفات المهدي عليه السلام
وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الإمام المهدي ، فعن أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « المَهديُّ منِّي أجْلَى الجبهةِ أقْنى الأنفِ يملأُ الأرضَ قِسطًا وعدلًا كما مُلئتْ ظلمًا وجورًا يملِك سبعَ سنينَ» . أخرجه أبو داوود

يخرج المهدي في آخر الزمان يؤيد الله به الدين يملك سبع سنين يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، تُنعم الأمة في عهده نعمةً لم تنعمها . تُخرج الأرض نباتها وتمطر السماء قطرها ويعطي المال بغير عدد . فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، و يعطي المال صحاحاً، و تكثر الماشية، و تعظم الأمة، يعيش سبعاً، أو ثمانياً، يعني حججاً» . رواه الحاكم .

وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « أبشركم بالمهدي يبعث على اختلاف من الناس وزلازل, فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً, يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض, يقسم المال صحاحاً. فقال له رجل: ما صحاحاً؟ قال: بالسوية بين الناس، قال: ويملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم غنى، ويسعهم عدله, حتى يأمر منادياً فينادي، فيقول: من له في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل، فيقول: ائت السدان يعني الخازن فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً، فيقول له: أحث, حتى إذا جعله في حجرة وأبرزه ندم, فيقول: كنت أجشع أمة محمد نفساً، أو عجز عني ما وسعهم، قال: فيرده، فلا يقبل منه، فيقال له: إنا لا نأخذ شيئاً أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثم لا خير في العيش بعده، أوقال: لا خير في الحياة بعده» . رواه أحمد.
وهذا الحديث دليل على أن علامات الساعة الكبرى والشرور والفتن تظهر بعده رضي الله عنه .

خروج المهدي
قال ابن كثير في" النهاية" : « ويكونُ ظهورُهُ من بلاد المشرق ويؤيّدُ بناس من أهل المشرق ينصرونه ويقيمون سلطانه ويشيدون أركانه وتكون راياتهم سود وهو زيٌ عليه الوقار لأن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء يقال لها العقاب» .

يكرم الله المهدي عليه السلام بكرامة لم يعطها إلا لنبي ، فيصلي خلفه عيسى عليه السلام، فعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ: « لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم : تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة ». رواه مسلم. وهذا الأمير المذكور في الحديث هو المهدي جاء ذلك في رواية أبي نعيم والحارث بن أسامة بلفظ : ( فيقول أميرهم المهدي … ) قال ابن القيم : إسناده جيد .

خروج المسيح الدجال


فتنة الدجال من أعظم الفتن التي تمر على البشرية عبر تاريخها، قال صلى الله عليه وسلم : « ما بينَ خلقِ آدمَ إلى قيامِ الساعةِ أمرٌ أكبرُ من الدجالِ، وأنه ما من نبيٍّ إلا وقد أنذر به أمتَه، وأنه يجيءُ معَه بمثلِ الجنةِ والنارِ، فالتي يقولُ إنها جنةٌ نارٌ تحرقُ، والتي يقولُ إنها نارٌ ماءٌ عذبٌ طيبٌ، فمَن أدرك ذلك منكم فليقعْ فيه ». المحدث ابن عثيمين

يخرج الدجال على حين غفلة وذهول من أكثر الناس ، قال رسول الله : « لا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حَتَّى يَذْهَلَ النَّاسُ عَنْ ذِكْرِهِ ، وَحَتَّى تَتْرُكَ الأَئِمَّةُ ذِكْرَهُ عَلَى الْمَنَابِرِ». رواه أحمد

يخرج المسيح الدجال فيدّعي الألوهية ومعه من الفتن الكثيرة ما يُبهر العقول, يتبعه اليهود والأعراب والنساء ويبتلى المؤمنون به ابتلاءً شديداً ويزلزلون زلزالاً عظيماً، حذّر منه النبي ﷺ : فعن النُواس بن سمعان رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله ﷺ الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل ، فلما رحنا عرف ذلك فينا فقال:« ما شأنكم ؟ » ، قلنا : يا رسول الله ذكرت الدجال غداةً فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل ، فقال : «غيرَ الدجال أخوفني عليكم ، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامروءٌ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم » . رواه مسلم .

صفات المسيح الدجال

الدجال رجل من بني آدم عظيم الخلقة أحمر الوجه قصير أفحج جعد الرأس أجلى الجبهة عريض النحر ممسوح العين اليمنى كأنها عنبة طافئة وعينه اليسرى عليها ظفرة غليظة، مكتوب بين عينيه كافر يقرؤها كل مسلم كاتب وغير كاتب وهو عقيم لا يولد له .فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : قال النبي ﷺ : « إن مسيح الدجال رجل قصير أفحج جعد أعور مطموس العين ليس بناتئة ولا جحراء، فإن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور » . رواه أبو داود.

أتبع المسيح الدجال من اليهود والترك والعجم وأخلاط من الناس غالبهم من الأعراب والنساء قال رسول الله ﷺ : « يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة ». رواه مسلم .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :« ينزل الدجال في هذه السبخة بمر قناة ، مرقناة: واد يأتي من الطائف. وهي موضع قرب المدينة ، فيكون أكثر من يخرج إليه النساء ، حتى إن الرجل يرجع إلى حميمه وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطاً مخافة أن تخرج إليه » . رواه أحمد

مدة تواجده في الأرض
قد سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله وما لبُثه في الأرض ؟ قال : « أربعون يوماً : يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم » . قالوا : وما إسراعه في الأرض؟ قال : « كالغيث استدبرته الريح ، فيأتي على قوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذُراً وأسبغه ضروعاً وأمدّه خواصر ، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك » . رواه مسلم

نزول المسيح ابن مريم عليه السلام


صفات النبي عيسى عليه السلام
جاء في الأحاديث الشريفة بأنه رجل مربوع القامة ليس بالطويل ولا بالقصير أحمر جعد- مكتنز اللحم- عريض الصدر سبط الشعر كأنما خرج من ديماس -أي حمام- له لِمة قد رجّلها تملأ ما بين منكبيه . فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه ﷺ قال: « أُراني ليلةً عند الكعبة فرأيت رجلاً آدم كأحسن ما أنت راءٍ من أدم الرجال له لِمَّةٌ كأحسن ما أنت راءٍ من اللِمَم قد رجَّلها فهي تقطر ماءً متكئاً على رجلين أو على عواتق رجلين يطوف بالبيت فسألت من هذا ؟! فقيل هذا المسيح ابن مريم». متفق عليه.

نزول المسيح ابن مريم
ينزل عليه السلام بعد خروج الدجال ونشر فتنته وإفساده في الأرض فيقتله وهو أول عمل يقوم به بعد نزوله ويكون نزوله عند المنارة البيضاء شرقي دمشق فعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ: « ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين – مهرودتين- ( أي حلتين مصبوغتين بورس أو زعفران( واضعاً كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدّر منه جمان كاللؤلؤ ، فلا يحل لكافر يجد ريح نَفَسه إلا مات، ونَفَسُه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فيطلبه – أي يطلب عيسى الدجالَ- حتى يدركه بباب لُد فيقتله ثم يأتي عيسى بن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسحُ وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة » . رواه مسلم .

ينزل عليه السلام فيحكم بشريعة محمد ﷺ وينكر على النصارى ما هم عليه من الشرك والضلال والغلو، قال ﷺ :« والله لينزلن ابن مريم حكماً عادلاً فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير» .رواه مسلم.

يكون عيسى عليه السلام حاكماً من حكام المسلمين ومجدداً لأمر الإسلام ومن أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، ينزل وقد علمه الله هذه الشريعة ليعمل بها ويحكّمها بين الناس ومما يؤكد ذلك صلاته مع المسلمين وحجه وجهاده للكفار أتباع الدجال، روى مسلم أن النبي ﷺ قال : « والذي نفسي بيده ليهلّنّ ابن مريم بفج الروحاء ، (موضع قرب المدينة) ، حاجاً أو معتمراً أو ليثنينهما ».

زمان عيسى عليه السلام
يكون زمانه زمان رخاء وأمن وسلام يرسل الله فيه المطر الغزير وتخرج الأرض ثمرتها وبركتها ويفيض المال وتذهب الشحناء والتباغض والتحاسد، وينزع الله سم كل ذي سم حتى يلعب الأولاد بالحيات والعقارب فلا تضرهم وينعدم القتال وتنبت الأرض نبتها حتى يجتمع النفر على القطف من العنب والرمان ، كل ذلك مستفاد من الأخبار والآثار المستفيضة والمشهورة ، فعن النواس بن سمعان الطويل في ذكر الدجال ونزول عيسى عليه السلام ، قال النبي ﷺ : « ثم يرسل الله مطراً لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة ، أي كالمرآة ، ثم يقال للأرض أنبتي ثمرك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرِّسل ، أي اللبن ، حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس ، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس » .

يمكث سيدنا عيسى عليه السلام سبع سنين، قال ﷺ : « ثم يمكث سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ثم يرسل الله ريحاً باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته » .

خروج يأجوج ومأجوج


لقد حذر النبي ﷺ العرب من خروج يأجوج ومأجوج لأنهم مفسدون في الأرض والعرب حملة راية الإصلاح والدعوة والسلام إلى العالم لأن الرسول ﷺ بعث منهم. فعن زينب أم المؤمنين رشي الله عنها قالت : « أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اسْتَيْقَظَ مِن نَوْمِهِ وَهو يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليومَ مِن رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هذِه. وَعَقَدَ سُفْيَانُ بيَدِهِ عَشَرَةً. قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قالَ: نَعَمْ، إذَا كَثُرَ الخَبَثُ » . صحيح مسلم .

صفات يأجوج ومأجوج
يأجوج ومأجوج قبيلتان من البشر ، وردت صفتهم في الأحاديث النبوية قوم يشبهون أبناء جنسهم من الترك المغول الغتم ، صغار العيون، ذلف الأنوف، صهب الشعور، عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرّقة، وهم أقوياء أشداء لا طاقة لأحد بقتالهم. وهم موجودون الآن، والذي يمنع من خروجهم ذلك السد الذي بناه الملك الصالح ذو القرنين ، ليحبسهم ويحجز بينهم وبين الناس، قال تعالى : ﴿ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴾ [الكهف: 94]

ولا يُعرف مكان هذا السد بالتحديد لكنه جهة المشرق لقوله تعالى: ﴿حَتّى إِذا بَلَغَ مَطلِعَ الشَّمسِ وَجَدَها تَطلُعُ عَلى قَومٍ لَم نَجعَل لَهُم مِن دونِها سِترًا﴾ [الكهف: ٩٠]

وقت خروجهم

أخبر الله سبحانه وتعالى أن السد الذي بناه ذو القرنين مانعهم من الخروج: ﴿ فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴾ [الكهف: 97] وأخبر أن ذلك مستمر إلى أن يأتي وعد الله، ويأذن لهم بالخروج وعند ذلك يُدك السد ﴿ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴾ [الكهف: 98] ويخرجون أفواجاً أفواجاً كموج البحر ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴾ [الكهف: 99] ، ويعيثون في الأرض فساداً، قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ ﴾ [الأنبياء: ٩٦، ٩٧]

كما جاء في الأحاديث أن وقت خروجهم في زمن عيسى عليه السلام بعد قتل الدجال. فعن النواس بن سمعان الأنصاري: «..... إذ أوحى اللَّهُ إليهِ: يا عيسى إنِّي قد أخرَجتُ عبادًا لي، لا يَدانِ لأحَدٍ بقتالِهِم، وأحرِزْ عبادي إلى الطُّورِ، ويبعَثُ اللَّهُ يأجوجَ، ومَأجوجَ، وَهُم كما قالَ اللَّهُ: مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فيمرُّ أوائلُهُم على بُحَيْرةِ الطَّبريَّةِ، فيَشربونَ ما فيها، ثمَّ يمرُّ آخرُهُم فيَقولونَ: لقد كانَ في هذا ماءٌ مرَّةً، ويحضر نبيُّ اللَّهِ وأصحابُهُ حتَّى يَكونَ رأسُ الثَّورِ لأحدِهِم خيرًا مِن مائةِ دينارٍ لأحدِكُمُ اليومَ، فيرغَبُ نبيُّ اللَّهِ عيسى وأصحابُهُ إلى اللَّهِ، فيُرسِلُ اللَّهُ عليهمُ النَّغفَ في رقابِهِم، فيُصبحونَ فَرسَى كمَوتِ نَفسٍ واحِدةٍ، ويَهْبطُ نبيُّ اللَّهِ عيسى وأصحابُهُ فلا يجِدونَ موضعَ شبرٍ إلَّا قد ملأَهُ زَهَمُهُم، ونَتنُهُم، ودماؤُهُم، فيرغَبونَ إلى اللَّهِ، فيرسلُ عليهم طيرًا كأعناقِ البُختِ، فتحمِلُهُم فتطرحُهُم حيثُ شاءَ اللَّهُ، ثمَّ يرسِلُ اللَّهُ علَيهِم مطرًا لا يُكِنُّ منهُ بيتُ مَدَرٍ ولا وبَرٍ، فيغسِلُهُ حتَّى يترُكَهُ كالزَّلقةِ، ثمَّ يقالُ للأرضِ: أنبِتي ثمرتَكِ، وردِّي برَكَتَكِ، فيومئذٍ تأكلُ العصابةُ منَ الرِّمَّانةِ، فتُشبعُهُم، ويستظلُّونَ بقِحفِها، ويبارِكُ اللَّهُ في الرِّسْلِ حتَّى إنَّ اللِّقحةَ منَ الإبلِ تَكْفي الفِئامَ منَ النَّاسِ، واللِّقحةَ منَ البقرِ تَكْفي القبيلةَ، واللِّقحةَ منَ الغنمِ تَكْفي الفخِذَ، فبينما هم كذلِكَ، إذ بعثَ اللَّهُ عليهم ريحًا طيِّبةً، فتأخذُ تَحتَ آباطِهِم، فتقبِضُ روحَ كلَّ مسلمٍ، ويبقى سائرُ النَّاسِ يتَهارجونَ، كما تتَهارجُ الحُمُرُ، فعلَيهِم تقومُ السَّاعةُ » . رواه مسلم

طلوع الشمس من مغربها


قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " وهكذا تسير الشمس والقمر في فلكيهما في انتظام باهر وسير محكم ، كل يجري إلى أجل مسمى ، إلى أن يأذن الله بخراب هذا العالم ، فتخرج الشمس من مغربها ، فعن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : « لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا ، فَذَاكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ». رواه البخاري

خروج الدابة


دلت الأحاديث الصحيحة أن الله تعالى سيخرج للناس آخر الزمان دابة من الأرض تكلمهم ويكون تكليمها لهم دالٌّ على أنهم يستحقون الوعيد بتكذيبهم لآيات الله وتخرج الدابة في آخر الزمان قبل طلوع الشمس من مغربها أو بعدها أيتهما خرجت فالثانية على إثرها ، فخروج الدابة قريب من طلوع الشمس من مغربها ، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال : حفظت من رسول الله ﷺ حديثاً لم أنسه بعد ، سمعت رسول الله ﷺ يقول : « إن أول الآيات خروجاً طلوعُ الشمس من مغربها وخروجُ الدابة على الناس ضحى وأَيُّهُمَا ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريباً ». رواه مسلم

ظهور نار عظيمة


تخرج هذه النار من اليمن من قعرة عدن أو من بحر حضرموت وهو ما يسمى الآن بحر العرب .فعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه في ذكر أشراط الساعة الكبرى ، قال ﷺ: « وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم » .رواه مسلم.

وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : « ستخرج نار من حضر موت أو من بحر حضر موت قبل يوم القيامة تحشر الناس » . رواه أحمد وصححه أحمد شاكر والألباني رحمهما الله .

وهذه النار سنتشر في الأرض وتسوق الناس إلى أرض المحشر على ثلاثة أفواج :
الأول : فوج راغبون طاعمون كاسون راكبون
الثاني : فوج يمشون تارة ويركبون تارة يتعقبون على البعير الواحد ، اثنان على البعير وثلاثة على البعير وعشرة على البعير يتعقبونه وذلك من قلة الظهر يومئذ
الثالث : تحشرهم النار فتحيط بهم من ورائهم وتسوقهم من كل جانب إلى أرض المحشر ومن تخلَّف منهم أكلته .

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « يُحْشَرُ النَّاسُ علَى ثَلاثِ طَرائِقَ، راغِبِينَ راهِبِينً، واثْنانِ علَى بَعِيرٍ، وثَلاثَةٌ علَى بَعِيرٍ، وأَرْبَعَةٌ علَى بَعِيرٍ، وعَشَرَةٌ علَى بَعِيرٍ، وتَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمُ النَّارُ تَبِيتُ معهُمْ، حَيْثُ باتُوا وتَقِيلُ معهُمْ حَيْثُ قالُوا، وتُصْبِحُ معهُمْ حَيْثُ أصْبَحُوا، وتُمْسِي معهُمْ حَيْثُ أمْسَوْا». رواه البخاري.

وكون النار تخرج من قعر عدن لا ينافي حشرها الناس من المشرق إلى المغرب، وذلك أن ابتداء خروجها من قعر عدن، فإذا خرجت انتشرت في الأرض كلها ، وعندما تنتشر يكون حشرها لأهل المشرق أولاً.
قال النووي رحمه الله تعالى : " وهذا الحشر في آخر الدنيا قبيل القيامة وقبيل النفخ في الصور بدليل قوله صلى الله عليه وسلم :« تحشر بقيتهم النار تبيت معهم وتقيل وتصبح ».

حدوث ثلاث خسوف


أن هذه الخسوفات الثلاثة تكون عقوبة ربانية على ظهور المعاصي وانتشارها، كما جاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها ،عن النبي ﷺ أنه قال: « يكون في آخر هذه الآمة خسف ومسخ وقذف، قالت: قلت يا رسول الله: أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: نعم إذا ظهر الخبث ». رواه الترمذي وصححه الشيخ الألباني .

وعن عمران بن حصين رضي الله عنه ،أن رسول الله ﷺ قال: « في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، فقال رجل من المسلمين: يا رسول الله ومتى ذاك ؟ قال: إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور ». رواه الترمذي وصححه الألباني .

وتقع الخسوفات في أماكن ثلاثة:
المكان الأول: جهة الشرق والمراد به مشرق المدينة، ولا شك أن المقصود موضع بالمشرق وليس جميع أرجائه.
المكان الثاني: جزيرة العرب، وليس بالضرورة أن يشمل جميع أرجائها بل ربما أتى على بعض قبائلها
المكان الثالث: جهة الغرب والمراد به غرب المدينة النبوية، والمقصود منه ليس عموم المغرب وإنما موضع منه.

ظهورُ الدخانَ


عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول رسول الله ﷺ : « إن ربّكم أنذركم ثلاثاً: الدّخان يأخذ المؤمن كالزكمة، ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل مسمعٍ منه » . رواه الطبراني

وقال تعالى: ﴿ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ * أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ ﴾ [الدخان: ١٠ – ١٣].

جاء في التحرير والتنوير: قال أبو عبيدة وابن قتيبة: الدخان في الآية هو: الغبار الذي يتصاعد من الأرض من جراء الجفاف، وأن الغبار يسميه العرب دخانا، وهو الغبار الذي تثيره الرياح من الأرض الشديدة الجفاف .

وذهب بعض العلماء بأنهما دخانان، ظهرت إحداهما وبقيت الأخرى، وهي التي ستقع في آخر الزمان، فأما التي ظهرت، فهي ما كانت تراه قريش كهيئة الدّخان، وهذا الدّخان غير الدخان الحقيقي، الذي يكون عند ظهور الآيات التي هي من أشراط الساعة. فالدخان الذي أصاب قريشاً من الشدة والجوع عندما دعا عليهم النبي عليه الصلاة والسلام حين لم يستجيبوا له، فأصبحوا يرون في السماء كهيئة الدّخان. وإلى هذا القول ذهب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وتبعه جماعةٌ من السلف. وقال رضي الله عنه : « خمسٌ قد مضين: اللزام، والروم والبطشةُ والقمر والدّخان». صحيح البخاري.

لا تنس ذكر الله
لا حول ولا قوة إلا بالله
0 / 100


إقرأ المزيد :







عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية