قصة السيدة آسية زوجة فرعون

قصة السيدة آسية زوجة فرعون

قصة السيدة آسية زوجة فرعون



هل تخيلت أن تترك كل هذا العالم بثرائه وتقبل على عالم جديد، عالم لمس أوتار وفطرة قلبك.
سنروي لكم في هذا المقال قصة فيها من الثبات ما فيها ، سنروي لكم قصة سيدة من سيدات نساء العالمين ، السيدة آسية زوجة أكبر طاغية في زمانه ، زوجة فرعون عدو الله .

كانت تعيش آسية متنعمة في قصرها بين الجواري والعبيد ، ولديها من المال ما يغنيها العمر بأكمله، تعيش حياة رغدة ليس بها أي مشقة أو تعب ، وكان فرعون طاغيًا ولكنها لم تتأثر به ولم تشاركه ملكه وعمله ، إنما ثابرت على الحق عندما أنار الله طريقها إلى الهداية .

كانت سببًا في نجاة سيدنا موسى عندما التقطه جنود فرعون من اليم ، فعندما رأته قالت لفرعون : ﴿وَقالَتِ امرَأَتُ فِرعَونَ قُرَّتُ عَينٍ لي وَلَكَ لا تَقتُلوهُ عَسى أَن يَنفَعَنا أَو نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُم لا يَشعُرونَ﴾ [القصص: ٩]

إيمان السيدة آسية والماشطة بموسى


وعندما كبر موسى عليه السلام ودعا إلى التوحيد آمنت به ماشطة قصر فرعون ، وعندما علم فرعون بذلك تحدته قائلة : ( ربي وربك الله ) ، فأمر فرعون بقذفها هي وأولادها في النار .

كما آمنت آسيا بصدق موسى عليه السلام وبنبوته ، ويوم إجتمع السحرة ، كان الذين يمرون بها من قوم فرعون يظنون أنها تنتصر لفرعون ولكنها في الحقيقة كانت مع موسى عليه السلام ، مؤمنة بما جاء به من عند ربه سبحانه وتعالى .

وما لبث بعد ذلك أن علم فرعون بإسلامها ، عندها أقسم أن يذيقها أشد العذاب فجمع قومه وقال لهم : ماذا تعلمون في آسيا بنت مزاحم ، فأثنى عليها قومها ، ثم قال لهم : إنها تعبد إلها غيري فقالوا له اقتلها.

ثبات السيدة آسية


نادى فرعون في جنوده، فأوتدوا لها الأوتاد وشدوا يديها ورجليها ووضعوها تحت أشعة الشمس المحرقة ، وأمر جنوده بوضع صخرة كبيرة على ظهرها ، ولكن قبل أن تلقى الصخرة على ظهرها رفعت بصرها إلى السماء وقالت : رب ابن لي عندك بيتا في الجنة .

تمنت جوار الله ولم تبالي بالتعذيب والإذلال آنذاك ، فأبصرت منزلها في الجنة وفاضت روحها وألقيت الصخرة على جسد لا روح فيه ، قال تعالى : ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [التحريم: ١١]

لقد جعل الله السيدة آسيا مثالاً في الثبات، والصبر عند الشدة والابتلاءات والتصديق بالله والإيمان به وحده، فلم يضرها كفر وطغيان زوجها ، ولم تتكبر مثله ، بل عرفت الحق وثبتت عليه ، فكافأها الله ببيت في الجنة ، ولقد أخبرنا النبي ﷺ أنها من سيدات نساء العالمين، فعن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء : إلا آسية امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ». رواه البخاري ومسلم

انظروا إلى هذا العطاء من الله لسيدة ثبتت في زمن امتلكت فيه كل شيء ، أسأل الله لي ولكم الثبات والإخلاص لله قولاً وعملاً . والحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده حمدًا يليق بجلاله وعظمته، وأشكره شكرًا يوازي فضله ونعمته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

لا تنس ذكر الله
سبحان الله
0 / 100

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية