ماذا بعد الخيانة الزوجية؟

ماذا بعد الخيانة الزوجية؟

ماذا بعد الخيانة الزوجية؟


الخيانةُ من أصعب التحديات التي تمرُّ بها علاقةُ الزوجين؛ لأنها تؤثر بشدةٍ في قيم الثقة والأمان والدعم والتقبُّل والحب، فالشريك المخدوع يُصاب بالصدمة والألم والتوتُّر، والصدمة هي أول ما يشعر به عند اكتشاف خيانة شريكه الآخر، ثم تتحوَّل مشاعر الصدمة إلى شعور عارم بالغضب بسرعة كبيرة؛ حيث ينتقل من الصدمة إلى التفكير باتخاذ إجراء انتقامي من شريكه الخائن.


لكننا هنا نُحذِّر من أمور، على الشريك المخدوع تجنُّبها بعد اكتشاف الخيانة، ومنها:

• اصبر واحتسب وفكِّر، قبل اتخاذ أي قرار، وتذكَّر أن المسلم مُبْتلًى.

• لا تُفكِّر في شريك الخيانة؛ لأنك كلما فكَّرت فيه ازداد حجمه، وتضخَّم في عقلك، حتى يتحوَّل إلى وحشٍ ينهش روحك، وتصبح مهووسًا بالبحث عنه وتخيُّله.

وهنا يتساءل البعض: كيف أتوقَّف عن التفكير في شريك الخيانة؟ أقول: أن تدرك ببساطة أن من يسيطر على تفكيرك ليست حقيقة؛ وإنما خيالك وأفكارك وما أضفْتَه أوأضفْتِه من مشاعر؛ لذا ابحث عن الحقيقة قبل اتخاذ أي قرار.

• لا تسأل ولا تسألي أسئلةً ليست مهمةً، خاصة التي تزيد من ألمك، مثل: أين ذهبتما؟ ماذا قلت لها؟ كيف كان شعورك نحوها؟ هي أسئلةٌ مرهقةٌ للطرفين، وتأخذ دومًا أبعادًا أكبر من حقيقتها لدى الشريك المغدور.

إن مرحلة الأسئلة بعد اكتشاف الخيانة من أهم المراحل التي قد تؤثِّر سلبًا أو إيجابًا على التعافي الذاتي وتعافي العلاقة بعد الخيانة، وهنا على مَن تورَّط في الخيانة أن يجيب عن الأسئلة بصدقٍ، وأن يبتعد عن الإخفاء أو الكذب بعد الخيانة؛ لأن هذا سيجعل الشريك يتعرَّض للصدمة من جديد كلما اكتشف أمرًا جديدًا.

وأقول لكل شريك مخدوع: انتبه وانتبهي من الاستشارات المضلِّلة الهادمة للبيوت، وهي على نوعين:

الأول: من يربط فورًا بين الخيانة والكرامة، وينصحك بلهجة آمرة نهاية العلاقة، بالطلاق أو الخلع.

الثاني: الناصحون بالتقبُّل والتعايش مع الخيانة، مع شعورهم الكامل بأن تقبُّل الخيانة هو اختيار الزوج والزوجة الحكيمة التي تُحافِظ على بيتها وأولادها.

الفريق الأول يُحرِّكه الغضب، والفريق الثاني يُحرِّكه الخوف، وكلاهما انفعالان هادران بعيدان تمامًا عن القرارات الصائبة وطريق التعافي، والأفضل:

• البحث عن المستشار الصادق المحب العاقل المتخصص، فهي من الأمور التي تساعد على التعافي من الخيانة، فهو يسمعك، ويتفهَّمك، ولا يُملي عليك وجهة نظره، أو يفرغ عقده الشخصية في أزمتك، فلا تلجأ لمن يلقِّنك ويفرض رأيَه عليك.

• لا تنشر أسرارك بين العائلة والأصدقاء وفي مواقع التواصل، وتطلب منهم الحلول، ففي هذه المواقع كل أنواع الناس: الفاسد والصالح، العاقل والأحمق، والطيب وخبيث النية، وهناك السارق والنصَّاب والدجَّال، وغالبًا ما تختلط الأصوات فتضيع حتى النصائح الجيدة المُحتملة.

• لا تفكِّر في الانتقام ورد الخيانة بالخيانة، فإن هذا القرار أسوأ اختيار بعد الخيانة، إن التفكير في الانتقام عمومًا يُبعِدنا عن التعافي من الخيانة، وتذكَّر أن ردَّ الخيانة بالخيانة يقطع الطريق مع الله، في وقت يكون الإنسانُ أحوجَ ما يكون إلى معيَّة ربِّه.

• أعْطِ فرصةً للوقت لعلاج الجروح الناتجة بعد الخيانة، خاصة إذا ظهر صدق الخائن، والتزامه بالاتفاقيات الجديدة، ثم إقباله على الله بالتوبة الصادقة.

• تذكَّر الصفات الحسنة للشريك الآخر؛ لأن تذكُّر الأفعال الحسنة يُساهِم في الراحة النفسية والسعادة لدى المغدور.

• أخيرًا الأطفال ليس لهم ذنب فيما حصل من خيانة، فلا بُدَّ من التفكير فيهم وكيف نُربِّيهم على القيم والأخلاق، سواء كان القرار هو الانفصال أو الاستمرار.

أسأل الله أن يُصلِح الشباب والفتيات، وأن يجمع بين قلوب المتزوجين والمتزوجات على طاعة الله والحُبِّ والتواصُل السليم، وأن يخرج من تحت أيديهم من يعبد الله على الحق، وأن يجعل أولادَهم لَبِنات خير على المجتمع والوطن، وصلى الله على سيدنا محمد.


المصدر :
لا تنس ذكر الله
لا إله إلا الله
0 / 100

إقرأ المزيد :



عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية