أناس يحبهم رسول الله

أناس يحبهم رسول الله

أناس يحبهم رسول الله


الحب من الصِّفات المحمودة


أصحابُ رسولِ اللهِ ﷺ هُمْ أحبُّ الناسِ إليه؛ لأنهم صَفْوَةُ المؤمنين، وخُلاصَةُ المُتَّقين، وهُمْ في أَعْلَى درجاتِ الإيمانِ والتَّقوى، لا يُدانِيهِمْ أحَدٌ مِمَّنْ جاءَ بعدَهم.

وهؤلاء الصَّحابَةُ الكِرامُ لَمْ يَسْبِقوا غيرَهم بِكَثْرَةِ صَلاةٍ أو صيامٍ، ولكنْ بإيمانٍ وقَرَ في قُلوبِهم، قال رسولُ اللهِ ﷺ: "لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي؛ فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلاَ نَصِيفَهُ"، وقد وُجِّه هذا الخِطابُ لأُناسٍ في زَمَنِ النُّبوةِ، فمِنَ الأَولَى أنْ يكونَ لِمَنْ يأتي بَعدَهم.

والصَّحابَةُ أنْفُسُهم لم يكونوا على درجةٍ واحِدةٍ مِنْ حُبِّ رسولِ اللهِ ﷺ لَهُمْ، فقد صَرَّحَ بِحُبِّه لِصَحابَةٍ مُعَيَّنِينَ دون بَعْضٍ، وهذا لا يَعْنِي أنَّ مَنْ لَمْ تَذْكُرْهُ الأحاديثُ الخاصَّةُ بِالحُبِّ، فإنَّ النبيَّ ﷺ لا يُحِبُّه، بَلْ يُحِبُّه، ويُحِبُّ كُلَّ مُؤمِنٍ، إلاَّ أنَّ مَنْ جاءَ ذِكْرُهُ في الأحاديثِ له حُبٌّ خاصٌّ في قَلْبِه ﷺ؛ لاعْتِباراتٍ مُخْتَلِفَةٍ.

من صفات المحب الصادق


إنَّ الحُبَّ مِنْ أَنْبَلِ الصِّفاتِ، وأَحْسَنِ الأخلاقِ، وأَطْيَبِ السَّجَايَا، إذا كان مُنْضَبِطًا بِشَرائِعِ الهُدَى، ولم يَكُنْ تَبَعًا لِمُجَرَّدِ الهَوَى، ولا أحدَ هو أَضْبَطُ لِمَعاني أخلاقِه، وأحاسِيسِ نَفْسِه ومُعامَلاتِ قَلْبِه من رسولِ اللهِ ﷺ، فقد أَحَبَّ أُنَاسًا من أقارِبِه، وأهلِ بَيتِه، وأصحابِه، وجِيرانِه، وأتْباعِه.

ومِنْ صِفاتِ المُحِبِّ الصَّادِقِ أنه يُحِبُّ ما يُحِبُّه مَحْبُوبُه، ويَكْرَهُ ما يَكْرَهُه.

أناس يحبهم النبي ﷺ


أُناسٍ أحَبَّهم رسولُ اللهِ ﷺ وصَرَّحَ بِحُبِّهِم:

فأَحَبُّ النَّاسِ إليه أبو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ -رضي الله عنه-: عن عَمْرِو بْنِ العَاصِ -رضي الله عنه-: "أَنَّه سألَ النَّبِيَّ ﷺ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: "عَائِشَةُ"، فَقُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: "أَبُوهَا"، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ"، فَعَدَّ رِجَالاً"
فأبو بَكْرٍ -رضي الله عنه- أَحَبُّ النَّاسِ إليه، ورَفِيقُه في الهِجْرَةِ، وأَنِيسُه في الغَارِ، وأفْضَلُ الصَّحابَةِ، وأَكْرَمُهم عليه، وكانَتْ مَحَبَّتُهُ له عَظِيمَة، قال رسول الله ﷺ: "لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً مِنْ أُمَّتِي؛ لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلاَمِ وَمَوَدَّتُهُ"

ويَتْلُوهُ في المَحَبَّةِ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ -رضي الله عنه-: وبَلَغَتْ مَحَبَّةُ النبيِّ ﷺ لَهُمَا أنْ جَعَلَهُما بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالبَصَرِ، فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ رَأَى أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ: "هَذَانِ السَّمْعُ وَالبَصَرُ"؛ أي: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالبَصَرِ مِنَ الرَّأْسِ.

وقال عَلِيُّ بنُ أبي طالبٍ -رضي الله عنه لَمَّا تُوُفِّيَ عُمَرُ -رضي الله عنه- ووُضِعَ على سَرِيرِه-: "مَا خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ، وَايْمُ اللَّهِ، إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ؛ لأَنِّي كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: "جِئْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ"، فَإِنْ كُنْتُ لأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَهُمَا"

iويُحِبُّ عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ -رضي الله عنه-: وقد زوَّجه النبيُّ ﷺ ابْنَتَيهِ رُقيةَ وأُمَّ كُلثومٍ -رضي الله عنهما-، قَالَ عُمَرُ بنُ الخطاب - في عُثْمانَ: "تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَهْوَ عَنْهُ رَاضٍ"

ويُحِبُّ عليَّ بنَ أبِي طَالِبٍ -رضي الله عنه-: عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ -رضي الله عنه-: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ - يَوْمَ خَيْبَرَ: "لأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلاً يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ"، فأعطاها عَلِيًّا -رضي الله عنه-، وَقَالَ له: "أَنْتَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْكَ"(رواه البخاري)، وجَعَلَ حُبَّه مِنْ عَلاماتِ الإيمان، فعن عليٍّ -رضي الله عنه- قال: "إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ ﷺ إِلَيَّ: أَنْ لاَ يُحِبَّنِي إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُبْغِضَنِي إِلاَّ مُنَافِقٌ"

ويُحِبُّ زوجَه خديجةَ -رضي الله عنها-: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "مَا غِرْتُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ ﷺ إِلاَّ عَلَى خَدِيجَةَ، وَإِنِّي لَمْ أُدْرِكْهَا، قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا ذَبَحَ الشَّاةَ فَيَقُولُ: "أَرْسِلُوا بِهَا إِلَى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ"، قَالَتْ: فَأَغْضَبْتُهُ يَوْمًا فَقُلْتُ: خَدِيجَةَ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِﷺ: "إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا"، وفي روايةٍ للبخاري: قُلْتُ لَهُ: كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ، إِلاَّ خَدِيجَةُ، فَيَقُولُ: "إِنَّهَا كَانَتْ، وَكَانَتْ، وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ".

ويُحِبُّ ابْنَتَه فاطِمَةَ -رضي الله عنها-: وبَلَغَ من حُبِّه ﷺ لها أنْ قال: "فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي -أي: قِطْعَةٌ مِنِّي-، فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي"، وعند مسلمٍ: "إِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا"، وعَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ سَمْتًا وَدَلاًّ وَهَدْيًا، بِرَسُولِ اللَّهِ فِي قِيَامِهَا وَقُعُودِهَا مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ، وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا، وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ مِنْ مَجْلِسِهَا فَقَبَّلَتْهُ، وَأَجْلَسَتْهُ فِي مَجْلِسِهَا"

ويُحِبُّ زوجَه عائشةَ -رضي الله عنها-: قال النبيُّ ﷺ لابنتِه فاطمةَ: "أَيْ بُنَيَّةُ، أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ؟"، فَقَالَتْ: بَلَى. قَالَ: "فَأَحِبِّي هَذِهِ"، وقال لأمِّ سَلَمَةَ: "لاَ تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ؛ فَإِنَّ الوَحْيَ لَمْ يَأْتِنِي وَأَنَا فِي ثَوْبِ امْرَأَةٍ إِلاَّ عَائِشَةَ"

والمُسلمون يَعْلَمونَ حُبَّ النبيِّ ﷺ لعائشةَ؛ فيَتَحَرَّونَ بِهَداياهُمْ يَومَها عِنْدَ رسولِ الله، ومِنْ حُبِّه لها: أنه كان يُحِبُّ أَنْ يُمَرَّضَ في بَيْتِها، وقد ماتَ على نَحْرِهَا، وخَالَطَ رِيقُه رِيقَها.

ويُحِبُّ النبيُّ ﷺ الأنصارَ: وقد صَرَّحَ لَهُمْ بِحُبِّه فقال: "اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ"، يَعْنِي: الأَنْصَارَ، وجَعَلَ ﷺ حُبَّ الأنْصَارِ عَلامَةً على الإيمان، كما في قولِه: "آيَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ"، ومَعَ حُبِّهِ لَهُمْ؛ لَمْ يَكُنْ يُؤثِرُهم على غَيرِهم بِالعَطاءِ، بَلْ رُبَّما قَدَّمَ غيرَهم عليهم؛ لِمَا يَعْلَمُه مِنْ إِيمانِهِمْ، ويَقِينِهِمْ.

ويُحِبُّ الحَسَنَ والحُسَينَ -رضي الله عنهما-: قال ﷺ فِيهِما: "هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا"، أي: نَصِيبِي من الرَّيْحَانِ الدُّنْيَوِيِّ، فالأولادُ يُشَمُّونَ ويُقَبَّلون، فكأنَّهم من جُملةِ الرَّيَاحِين، وعن البَرَاءِ -رضي الله عنه- قَالَ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ وَالحَسَنُ عَلَى عَاتِقِهِ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ"، وقال أيضًا: "هَذَانِ ابْنَايَ، وَابْنَا ابْنَتِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا، وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُمَا"

ويُحِبُّ زيدَ بنَ حَارِثَة، وابْنَه أُسَامَةَ بنَ زَيدٍ -رضي الله عنهما-: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ بَعْثًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : "إِنْ تَطْعُنُوا فِي إِمَارَتِهِ؛ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعُنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ"، وأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ هو حِبُّ رسولِ اللهِ وابنُ حِبِّه، وكَانَ النبيُّ ﷺ يَأْخُذُهُ وَالحَسَنَ، فَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ أَحِبَّهُمَا؛ فَإِنِّي أُحِبُّهُمَا"

ويُحِبُّ مُعاذَ بنَ جبلٍ -رضي الله عنه-: فقد أَخَذَ النبيُّ -ﷺ بِيَدِهِ وَقَالَ له: "يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ"، ففيه: أَنَّ مَنْ أَحَبَّ أَحَدًا يُسْتَحَبُّ له إِظْهارُ المَحَبَّةِ له.

ويُحِبُّ عَمَّه أبا طالبٍ: فقَدْ كَانَ يَحُوطُهُ، وَيَنْصُرُهُ، وَيَقُومُ فِي صَفِّهِ، وَكان النبيُّ ﷺ يُحِبُّهُ حُبًّا شَدِيدًا، حُبًّا طَبْعِيًّا لَا شَرْعِيًّا، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ، وَحَانَ أَجَلُهُ، دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَى الإِيمَانِ، وَالدُّخُولِ فِي الإِسْلَامِ، فَسَبَقَ القَدَرُ فِيهِ، وَاخْتُطِفَ مِنْ يَدِهِ، فَاسْتَمَرَّ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الكُفْرِ، وفيه أنزلَ اللهُ -تعالى-: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾[القصص: 56]، وَلِلَّهِ الحِكْمَةُ التَّامَّةُ.

ويُحِبُّ المَسَاكِينَ: ومن دُعائِهِ ﷺ : "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ المُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ المَسَاكِينِ"

ويُحِبُّ صَاحِبَ الخُلُقِ الحَسَنِ: قال رسول الله ﷺ: "إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاَقًا"، وقال أيضًا: "إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ، أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا"

أكثر من الصلاة على النبي يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
0

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية