أولى الناس بالصدقة

أولى الناس بالصدقة

أولى الناس بالصدقة


الإنفاق على العيال

الصدقة على الفقراء والمساكين من أفضل القربات إلى الله تعالى ، لكن إذا كان المسلم معه مال يكفيه وحده ، أو يكفيه هو وعياله ، فإن الإنفاق على النفس والأهل مقدم على الإنفاق على الفقراء والمساكين ، فلا ينفق الإنسان على الفقراء ويترك أهله فقراء عالة يسألون الناس . قال تعالى : ﴿يَسأَلونَكَ ماذا يُنفِقونَ قُل ما أَنفَقتُم مِن خَيرٍ فَلِلوالِدَينِ وَالأَقرَبينَ وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَّبيلِ وَما تَفعَلوا مِن خَيرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَليمٌ﴾ [البقرة: ٢١٥]

وفي الحديث عن جابر رضى الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: « إذا كانَ أحدُكم فقيرًا فليبدأْ بنفسِهِ ، فإنْ كانَ فَضْلٌ فعلى عيالِهِ ، فإنْ كانَ فضلٌ فعلى ذِى قرابَتِهِ ، فإنْ كانَ فَضْلٌ فههنا و ههنا». رواه أحمد ومسلم.

ترتيب الأولويات في النفقات

ينبغي في النفقة أن يبدأ الإنسان بنفسه وبمن يعولهم ، فيرتب الأولويات في النفقات ، فإذا فاض عنده شيء فله أن يتصدّق بعد أن يعف نفسه ومن تلزمه نفقتهم .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : « أمرَ النَّبيُّ ﷺ بالصَّدقةِ ، فقالَ رجلٌ : يا رسولَ اللَّهِ ، عِندي دينارٌ ، فقالَ : تصدَّق بِهِ على نفسِكَ ، قالَ : عِندي آخرُ ، قالَ : تصدَّق بِهِ على ولدِكَ ، قالَ : عندي آخرُ ، قالَ : تصدَّق بِهِ على زوجتِكَ أو قالَ : زوجِكَ ، قالَ : عندي آخرُ ، قالَ : تصدَّق بِهِ على خادمِكَ ، قالَ : عندي آخرُ ، قالَ : أنتَ أبصَرُ». رواه أبو داود والنسائي والحاكم، وصححه.

الأمر بالإنفاق على من تلزم رعايته

اعتنت الشريعة بحقوق جميع الناس ، حتى العبيد ، والحيوانات والبهائم ، حيث أوجبت على ملاكها الإنفاق عليهم والقيام بحقوقهم ، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال : « كُنَّا جُلُوسًا مع عبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، إذْ جَاءَهُ قَهْرَمَانٌ له، فَدَخَلَ، فَقالَ: أَعْطَيْتَ الرَّقِيقَ قُوتَهُمْ؟ قالَ: لَا، قالَ: فَانْطَلِقْ فأعْطِهِمْ، قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: كَفَى بالمَرْءِ إثْمًا أَنْ يَحْبِسَ عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ » . حديث صحيح

التصدق على القريب المعادي

من أفضل ما يتصدق به المرء هو ما يتصدق به على قريبه الذي يعاديه ويضمر ذلك، لأن في هذه الصدقة الجمع بين صلة الرحم وترغيم الشيطان، فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه، أن رجلاً سأل رسول الله ﷺ عن الصدقات أيُّها أفضل؟ قال : « أفضلُ الصَّدقة على ذِي الرَّحِم الكاشِح » . أخرجه الإمام أحمد والدارمي

إبطال الصدقة

كان النبي ﷺ يحذر أصحابه رضي الله عنهم من سيئ الصفات وقبيح الأعمال ، وكان ﷺ شديد الحرص على كل ما يقرِّبهم من الجنة . ومن الصفات السيئة التي حذر منها ﷺ المن بالعطية أي التفاضل والتعالي على الآخذ ، اذ لا ينبغي للمنفق الإمتنان على المنفق عليه ، سواء بقلبه أو بلسانه ،كأن يخبره بأنه تفضل عليه بمنحه شيئا ، وأنه مدين له لقاء معروفه ، ولا يقول أو يفعل مكروها للمنفق عليه ينافي ما قدمه له من إحسان ، فذلك محظور ، لما فيه من تكبر المُنفِق واستعلائه ، واستعباد المنفَق عليه ، وكسر قلبه وإذلال له، بل على المعطي في سبيل الله أن يشهد دائما أن المتفضل والمنعم حقيقةً هو الله وحده ، فعن أبو ذر الغفاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهم اللهُ ولا ينظرُ إليهم يومَ القيامةِ ، ولا يُزكِّيهم ، ولهم عذابٌ أليمٌ . قلتُ : من هم يا رسولَ اللهِ ! قد خابوا وخسِروا ؟ فأعادها ثلاثًا ، قلتُ : من هم خابوا وخسِروا ؟ فقال : المسبلُ ، والمَنَّانُ ، والمُنَفِّقُ سِلعتَه بالحلِفِ الكاذبِ أو الفاجرِ» . أخرجه مسلم وأبو داوود والترمذي

كما أرشدنا الله سبحانه وتعالى إلى الآداب والأخلاقيات الفاضلة التي ينبغي أن يُلتزم بها أثناء تقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين وأصحاب الحاجات ، فهو سبحانه وتعالى حذر من المن والأذى، ونادى كل المؤمنين بأن يجتنبوا في صدقاتهم هاتين الرذيلتين، مبينا أن الكلمة الطيبة للفقير خير من إعطائه مع إيذائه، قال تعالى : ﴿قَولٌ مَعروفٌ وَمَغفِرَةٌ خَيرٌ مِن صَدَقَةٍ يَتبَعُها أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَليمٌ۝يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تُبطِلوا صَدَقاتِكُم بِالمَنِّ وَالأَذى كَالَّذي يُنفِقُ مالَهُ رِئَاءَ النّاسِ وَلا يُؤمِنُ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفوانٍ عَلَيهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلدًا لا يَقدِرونَ عَلى شَيءٍ مِمّا كَسَبوا وَاللَّهُ لا يَهدِي القَومَ الكافِرينَ﴾ [البقرة: ٢٦٣-٢٦٤]

لا تنس ذكر الله
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر
0 / 100

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية