محتويات المقال
الحب المشروع والحب المذموم
إن من أعظم ما يدل على سمو دين الإسلام وعظمته ومكانته؛ أنه قام على الرحمة وبني على المحبة وأسس على المودة؛ فشرع الحكيم على من ارتضاه له دينا ومنهجا أن يحب الله ورسله وأولياءه، وحلاوة الإيمان ومذاقه تكمن في محبة العبد لربه ومولاه، ومحبة رسوله، وأن تكون محبتهما أحب شيء إلى العبد.
كما فطر قلب الوالدين على محبة أبنائهما، وفطر قلب الزوجين على محبة بعضهما، وعن الحب سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في حديث عمرو بن العاص -رضي الله عنه-؛ حيث قال له: “من أحب الناس إليك قال عائشة”.
أنواع الحب
الحب الواجب:
أن يجعل العبد أعظم المحبة لله ورسوله -صلى لله عليه وسلم-؛ فلا يقدم على محبتهما ولد ولا مال ولا تجارة، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ ﴾ [التوبة: 24].
وفي السنة المطهرة ما يؤكد على ذلك من حديث أنس -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أن النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا”، ولا يوفق لذلك إلا أصحاب الإيمان؛ فهم أِد الناس محبة لله سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ [البقرة: 165].
ويلحق بهذا النوع من الحب؛ محبة الفرائض والشعائر والأحكام الشرعية، وكل ما أحبه الله ورسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- وكذا المحبة في الله دون سواه، قال -صلى الله عليه وسلم- “وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ”، وجاء في حديث السبعة اللذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، “ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه”.
الحب المندوب:
وهو ما يحصل للآخرين من الخير والأفراح؛ وما يزول عنهم من الشر والأتراح، ويكون في محبة لقاء المؤمنين، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتهلل وجهه إذا قابل الصديق -رضي الله عنه- وقد سأله علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن سر ذلك؛ فقال: “ما يمنعني أن تهلل وجهي إلى أبي بكر فرحا وأبو بكر أول الناس إسلاما، وأقدمهم إيمانا، وأطولهم صمتا وأكثرهم مناقب، رفيقي في الهجرة إلى المدينة، وأنيسي في وحشة الغار، ومن بعد ذلك ضجيعي في قبري، كيف لا يتهلل وجهي إلى أبي بكر فرحا”.
الحب المباح:
ويكون في محبة الطيبات من الأطعمة والأشربة، ومحبة الزوج لزوجته والزوجة لزوجها، وغير ذلك من حب ما يقتنيه العباد لأنفسهم من الملابس والمساكن والمراكب وغيرها مما أودعه الله في هذه الدنيا من متاعها المباح.
الحب الممنوع والمحرم:
ولهذا صور عديدة وأمثله متنوعة سنذكر بعضها؛ ففيها الغنية والذكرى، وهي كما يلي:
محبة أهل الكفر والضلال: قال تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾ [المجادلة:22]، كما أن من أمثلة الحب المحرمة؛ مودة الكفار واتخاذهم أولياء، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ﴾[الممتحنة: 1].
ومن أمثلة الحب المحرم -أيضا-: محبة انتشار الفواحش والمجاهرين بالذنوب والمعاصي، ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾ [النور:19]، وقال تعالى: ﴿لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ﴾ [النساء: 148].
محبة أعياد ومناسبات الكفار ومحبة عاداتهم وخصائصهم والإعجاب بها: كمحبة ما يسمى بعيد الحب ومشاركتهم في هذا الاحتفال الذي ما أنزل الله به من سلطان، وغير ذلك من الأعياد الخاصة بهم.
لا تنس ذكر الله
سبحان الله
0 / 100
إقرأ المزيد :
الفئة: مواضيع دينية منوعة