عبادات العشر الأواخر من رمضان
ونحن على اعتاب العشر الأواخر، أفضل وخير ليالي العام، هل انت مستعد لها؟ ماذا خططت لها؟
روى شيخ الإسلام أبو عبداللهِ مُحمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ - رحمه الله تعالى - في صحيحه ( باب العمل في العشر الأواخر من رمضان ) :
، عن عَائِشةَ رضي اللهُ عنها ، قالت: " كان النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دخلَ العَشرُ شدَّ مِئزرَهُ ، وأحيا ليلهُ ، وأيقَظَ أهلَهُ ".
إذًا فقد كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يخُصُّ ليالي العشر الأواخر من رمضان بأعمال ، ويحرِصُ على عبادات ، ويُحرَّض عليها ، ومن هذه العبادات:
إحياء الليل:
ومعنى إحياء الليل أي: استغراقه بالسهر في الصلاة والقرآن والذكر وغيرها ، ويحتمل من الحديث أنَّ المراد إحياء الليل كله ، كما يحتمل أنَّ المراد إحياء غالبه ، فليجتهد القوَّام وليتنافسوا في ذلك بحسب الاستطاعة.إيقاظ الأهل:
فقولها - رضي الله عنها - : " وأيقظ أهله " أي: أيقظ أزواجه للقيام ، فعن علي - رضي الله عنه - أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان يُوقِظُ أهله في العشر الأواخر من رمضان ، وعن ابن عمر أنَّ ابن الخطاب - رضي الله عنهما - كان إذا انتصف الليل أيقظ أهله للصلاة ، وهو يتلو: { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا } ، وقال سفيان الثوري: " أحب إليَّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد فيه وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك ".شدُّ المِئزر:
قيل في تفسيرها: الاجتهاد في العبادة ، وهذا التفسير ضعيف لأنَّ عائشة - رضي الله عنها - قالت: " جدَّ وشدَّ المئزر " فعطفت شد المئزر على جدّه صلَّى الله عليه وسلَّم ، والصحيح الذي عليه أئمة العلم أنَّ المُراد بشد المئزر: اعتزال النساء ، ويؤيد ذلك أنه صلَّى الله عليه وسلَّم كان يعتكف العشر الأواخر ، والمُعتكف ممنوعٌ من التقرُّب للنساء.الاعتكاف:
الاعتكاف هو اللبث في المسجد والتقرُّغ للعبادة وقطع العلائق الدنيوية التي تُشغل عن الآخرة ، وفي الصحيحن عن عائشة - رضي الله عنها - أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان يعتكِفُ العشر الأواخر من رمضان حتَّى توفَّاه الله ، ثُمَّ اعتكف أزواجه من بعده " ، وإنَّما كان يعتكِفُ في هذه العشر لإشغال وقته كله بعبادة ربَّه ومُناجاته وذكره ودعائه.تحري ليلة القدر:
لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم : " تحرَّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ". ولقوله صلَّى الله عليه وسلَّم : " من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّمَ من ذنبه ". ففضل هذه الليلة عند الله تعالى عظيم ، وثواب العبادة فيها يعدل ثواب ألف شهر في غيرها!.تلاوة القرآن:
لتلاوة كتاب الله في هذا الشهر شأنٌ كبير ، قال تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } ، لذا فقد كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حريصًا على مُدارسة القرآن مع جبريل - عليه السلام - في كل ليلة من ليالي رمضان ( مُتفقٌ عليه ). وتتأكد تلاوة القرآن في العشر الأواخر من رمضان على وجه الخصوص ، فقد كان السلف حريصين على تلاوة القرآن في هذا الشهر لِمَا علموه من فضل التلاوة فيه ، ويزداد حرصهم في الليالي العشر.الاكثار من الصدقة:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، كان أجود بالخير من الريح المرسلة .. وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصدقة صدقة في رمضان )ومنها اطعام الطعام وتفطير الصائمين.
الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار :
أخي الكريم .. أيام وليالي رمضان أزمنة فاضلة فاغتنمها بالإكثار من الدعاء وبخاصة في أوقات الإجابة ومنها :•عند الإفطار ، فللصائم عند فطره دعوة لا ترد •ثلث الليل الآخر . حين ينزل ربنا تبارك وتعالى ويقول : ( هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له ) .
•الاستغفار بالأسحار : قال تعالى : ( وبالأسحار هم يستغفرون ) .
•تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة وأحراها آخر ساعة من نهار يوم الجمعة .
العمرة في رمضان:
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( عمرة في رمضان تعدل حجة )وفي رواية : ( حجة معي ) . فهنيئا لك ـ يا أخي ـ بحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم .
صلة الرحم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من سره أن يبسط في رزقه وينسأ في أجله فليصل رحمه ) ومعنى ينسأ أي يؤخر .روى عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بلوا أرحامكم ولو بالسلام ) . فحري بك أخي المسلم في هذا الشهر الكريم أن تصل رحمك فإن من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله .
اللهم وفقنا لاستثمار العشر الأواخر كما تحب ربنا وترضى.
لا تنس ذكر الله
سبحان الله
0 / 100
إقرأ المزيد :
الفئة: رمضانيات