محتويات المقال
كيف أستغل وقتي في رمضان؟
إن رمضان فرصة سانحة ومجال واسع يتقرب فيه العبد إلى الله تعالى بأنواع القربات والطاعات ، ولذا فينبغي على المسلم أن يكون أحرص الخلق على استثمار وقته فيما يرضي ربه سبحانه ، فقي الحديث : « لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه .. » وقال ابن مسعود -رضي الله عنه- : ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي .
إدارة الوقت في رمضان
لا يمكن تعويض الوقت بكل ذهب الدنيا ، وإذا كان الوقت هذه القيمة الغالية فإن قيمته تلك تزداد في مواسم محددة عن بقية أوقات العام . ومن أعظم تلك المواسم على الإطلاق شهر رمضان ، ففيه السوق قائمة والربح وفير والأجر في ازدياد ، فهو خير الشهور ، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، من حُرم خيرها فقد حُرم ، ولله عز وجل في كل ليلة من ليالي رمضان عتقاء من النار وذلك الفوز العظيم ، فحري بكل مسلم أن يحسن استغلال كل دقيقة بل كل لحظة من لحظات هذا الشهر العظيم ، حتى يحجز لنفسه مقعدا في جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين .
لذلك كانت إدارة الوقت هامة على مستوى الثلاثين يوما بكاملها أكثر من غيرها على مستوى الأيام والشهور ، ومن ثم كانت هذه الخطوات التي نرجو أن تقودك أيها القارئ الكريم إلى حسن إدارة الوقت في رمضان بحيث تستثمره الاستثمار الأمثل.
الخطوة الأولى :
حدد مجالاتك التي ستتحرك فيهاوحتى تحسن تحديد هذه المجالات تذكر أنك طالب جنة وتود الله عز وجل بأفضل تجارة ، ونقترح عليك بعض المجالات التي يمكن أن تتحرك فيها في شهر رمضان وهي :
- مجال التربية الإيمانية .
- مجال الأقارب والأرحام .
- مجال الأسرة والأبناء .
- مجال دعوة المسلمين لأعمال البر.
الخطوة الثانية :
حدد أهداف كل مجالما هي الأهداف التي تريد أن تحققها خلال رمضان في كل مجال قمت بتحديده؟
تذكر أن الهدف الجيد لا بد أن يكون :
- واضحا ليس به غموض .
- قابلا للقياس : بأن يكون في صورة كمية ما أمكن .
- واقعيا : يمكن تحقيقه .
- طموحا : يتحقق من خلاله إنجاز حقيقي.
- محددا : له مدة زمنية يجب تحقيقه خلالها .
ونذكر لك الآن بعض الأهداف التي يمكن تحققها في المجالات السابقة .
مجالات التربية الإيمانية :
- المحافظة على صلاة الجماعة في جميع الأوقات في بيت الله.
- ختم القرآن الكريم مرة على الأقل تلاوة وتدبرًا.
- صلاة التراويح بجزء من القرآن يوميا .
- اعتكاف الليالي الوتر من العشر الأواخر على الأقل.
- حفظ جزء من القرآن الكريم وقراءة تفسيره من مراجعة فقه الصيام وآدابه .
مجال الأسرة والأبناء :
- متابعة تأدية الصلاة في أوقاتها لجميع أفراد الأسرة.
- متابعتهم في ختم القرآن خلال الشهر .
- متابعة انضباطهم في صلاة التراويح .
- متابعتهم في حفظ سورة من القرآن الكريم.
- إكسابهم بعض المعلومات عن فقه الصيام وآدابه.
مجال الأقارب والأرحام :
- صلة أرحامي وزيارتهم مرة خلال الشهر.
- دعوة إخوتي على الإفطار مرة خلال الشهر.
- دعوتهم خلال الزيارة لاستثمار شهر رمضان.
- اصطحابهم معي للاعتكاف في بعض الليالي في رمضان.
مجال دعوة الآخرين لأعمال البر :
- دعوة أربعة أصدقاء أو زملاء في العمل أو الدراسة للاعتكاف في بعض الليالي.
- دعوة زميلين أو صديقين إلى صلاة التراويح معي بجزء من القرآن يوميا في مسجد الحي .
- المشاركة في جمع زكاة الفطر وتوزيعها على الفقراء والمساكين .
الخطوة الثالثة:
حدد الأنشطة والوسائل المطلوبة لتحقيق أهدافك في كل مجالالخطوة الرابعة :
ضع أمام كل نشاط الوقت المطلوب لتنفيذه .الخطوة الخامسة :
تجميع الأزمنة : قم بتجميع الأزمنة اللازمة لتحقيق أهداف ووسائل كل مجال ، والتي حددتها في الخطوة الرابعة.الخطوة السادسة :
حساب الوقت المتاح لديك :في اليوم ٢٤ ساعة يلزمنا فيها من الأشياء الكثير من الأوقات مثل النوم والطعام والمواصلات .. الخ . وهذه الأشياء تختلف بالطبع من شخص إلى آخر . ولنفترض أن هذه الأشياء الأساسية تأخذ منك عشر ساعات يوميا إذا يتبقى لك 14 ساعة يوميا × 7 أيام = ٨٩ ساعة أسبوعيا ، ولكي تنجح في إدارتك لوقتك استخرج من هذا الوقت المتاح وقتا للطوارئ والمستجدات والمقاطعات التي تملأ حياتنا وتفسد علينا إدارتنا لأوقاتنا .
وفي البداية لابد أن تستخرج وقت الطوارئ بنسبة ٣٠-٥٠ ٪ من حجم الوقت المتاح ، وبالممارسة تقل هذه النسبة ملاحظة أن وقت الطوارئ يزيد أو يقل حسب احتكاكك بالآخرين في ممارستك لأعمالك ، فالأعمال التي تفعلها تدريجيا وحدك يقل فيها احتساب وقت الطوارئ والعكس بالعكس .
اطرح أيضا الأوقات البينية ، وهي الأوقات التي تقضيها بين الأنشطة فأنت لا تنتقل من نشاط لآخر فجأة وإنما لابد من التمهيد والتهيئة النفسية له .
الخطوة السابعة :
مقارنة حجم الوقت المتاح بحجم الوقت المطلوب :أي مقارنة الخطوة الخامسة بالخطوة السادسة ، وعند هذا الحد قد تترك القلم من بين يديك ، إذا لم يكن لديك العزيمة القوية ، لأنك ستفاجأ أن هناك حجما ووقتا للأنشطة أكبر بكثير من الوقت المتاح ، ولكن يعينك على استكمال هذا النموذج هو إدراك أن هذه الأنشطة كانت ستهدر كلها أو بعضها إذا لم تكن هناك إدارة للوقت . تذكر أن هذه الخطوة هي التي تعرفك على الواقع لتلمسه وتتعامل معه بدلا من أن تغرق في المثاليات ولا تفعل شيئا .
الخطوة الثامنة :
المراجعة : والهدف من هذه الخطوة المواءمة بين الوقت المتاح والوقت المطلوب . وتتم هذه المراجعة بالنظر في قائمة أهدافك وإعادة ترتيبها بحسب الأولوية . وقم بترشيد الأنشطة والوسائل اللازمة لتحقيق أهدافك بحيث تقوم بها في أقصر وقت ممكن . ولا تتوقف عن عملية المراجعة إلا عندما تشعر أن وقتك المتاح مساويا للوقت المطلوب .الخطوة التاسعة :
قم بإعداد الجدول النهائي وتوزيع الأنشطة مراعيا وقت الذروة :والقاعدة العامة في ذلك هي توزيع الأنشطة الرئيسة والأكثر ارتباطا بالأهداف المجمعة ووضعها في الوقت الرئيس من اليوم ، وهو الوقت الذي يكون فيه الإنسان في أعلى مراحل النشاط ، وهو المسمى بوقت الذروة والذي يختلف من شخص لآخر .
وصايا ذهبية لنجاح إدارة الوقت :
- تذكر أنك باستطاعتك أن تزيد من فعالية استخدامك لوقتك والشخص الوحيد الذي يملك ذلك هو أنت .
- كل فرد ليس لديه الوقت الكافي خلال اليوم ولذلك فالسؤال هو كيف نستثمر الوقت المتاح لنا حاليا ؟
- لابد من إشراك من يكون بينك وبينهم مساحة كبيرة من الوقت المشترك كأولادك وزوجتك ومرؤوسيك.
- ركز على ما تجيد تنفيذه ولا تفعل إلا العمل الذي تتمكن من ن أدائه إلا إذا كان المقصود من ذلك التربية والتدريب .
- استعمل الرفق والإقناع لضرورة تحقيق التغيير مع الآخرين بشأن فهم أهمية الوقت ، فأنت تغير قيما وعادات.
- حدد مقدار الوقت الذي تتحكم فيه أنت حتى تستطيع أن تدير وقتك بكفاءة وفاعلية.
- لا بد أن يكون لديك القدرة على أن تقول لا عندما تكلف بأعمال تعوق تنظيم وقتك ، حتى لا يفشل تخطيطك لوقت بسبب عدم تنظيم الآخرين لوقتهم .
وأخيرا نسأل الله أن يجعلنا وإياك من عتقائه من النار في الشهر الكريم إنه ولي ذلك والقادر عليه .
مأخوذ من بحث ( تربية وإدارة الذات في رمضان )
لا تنس ذكر الله
سبحان الله
0 / 100
إقرأ المزيد :
الفئة: رمضانيات