احفظ الله يحفظك

احفظ الله يحفظك

احفظ الله يحفظك


وصية النبي ﷺ لأمته


أوتي النبي ﷺ جوامع الكلام ، فكان ﷺ يجمع المواعظ الجمّة والوصايا الجامعة ، والحكم البالغة في الكلام القليل ، وكان من هديه ﷺ تربية الصغار والكبار وتعليمهم أمور دينهم من العقيدة الصحيحة وحسن التوكل على الله .

ولقد أوصى عليه الصلاة والسلام وصية لأمته وهي أعظم وأقصر وصية، وكان السلف يتواصون بها ، وصية في كلمات تمنحك السعادة حتى الممات: وهي «إحفظ الله يحفظك ». أي احفظ أوامره بالامتثال ونواهيه بالاجتناب، وحدوده بعدم تعديها، يحفظك في نفسك ودينك ومالك وولدك، وفي جميع ما آتاك الله من فضله . فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : «يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ » . صحيح الترمذي

ومن أسماء الله الحسنى: "الحفيظ" و"الحافظ" ، ومعناه: الذي يحفظ على الخلق أعمالهم، ويحصي عليهم أقوالهم، ويعلم نياتهم، وما تكن صدورهم، وهو الذي يحفظ أولياءه من مواقعة الذنوب، ويحرسهم من مكائد الشيطان، ويحفظهم من المهالك، ومن مصارع السوء، كما أنه يحفظ الغائب، ويرد القريب، ويهدي الضال، ويعافي المبتلى، ويشفي المريض، ويكشف الكرب، وإذا حفظ الله العبد فلا يناله عدو، ولا يغلبه حاسد، ولا يعلو عليه حاقد، ولا يجتاحه جبار. قال تعالى : ﴿... فَاللَّهُ خَيرٌ حافِظًا وَهُوَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ﴾ [يوسف: ٦٤]

أعظم ما أمرنا الله بحفظه


  • الصلاة : أعظم ما يجب على العبد حفظه من أوامر الله الصلاة، وقد أمر الله بالمحافظة عليها، فقال جلّ وعلا : ﴿حافِظوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الوُسطى وَقوموا لِلَّهِ قانِتينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨]

  • كما حث النبي صلى الله عليه وسلم على المحافظة على الصلاة ، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « خَمسُ صَلَواتٍ كَتَبهنَّ اللهُ على العبادِ، فمن جاء بهنَّ لم يُضَيِّعْ منهنَّ شَيئًا استِخفافًا بحَقِّهنَّ، كان له عند الله عَهدٌ أن يُدخِلَه الجنَّةَ، ومن لم يأتِ بهنَّ فليس له عند اللهِ عَهدٌ؛ إن شاء عَذَّبه، وإن شاء أدخَلَه الجنَّةَ » . سنن أبو داوود

  • الوضوء : فعن ثوبان وعبدالله بن عمرو بن العاص سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « اسْتقيموا و لن تُحصوا ، و اعلموا أنَّ خيرَ أعمالِكم الصلاةُ ، و لا يحافظُ على الوضوءِ إلا مؤمنٌ » . صحيح الجامع

  • الإيمان والعهود : قال تعالى : ﴿... وَاحفَظوا أَيمانَكُم كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُم آياتِهِ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾ [المائدة: ٨٩]

  • حفظ الفروج من الزنا واللواط : قال تعالى : ﴿وَالَّذينَ هُم لِفُروجِهِم حافِظونَ﴾ [المؤمنون: ٥]

  • حفظ الرأس وما وعى : أي حفظ السمع والبصر واللسان من المحرمات

  • حفظ القلب : حفظه من المحرمات
    وقال ﷺ: «احفظ الله تجده تجاهك». تجد الله معك فيحفظك ويُعينك وينصرك ويؤيدك ويطعمك ، فمن يتقي الله فهو حسبه، ومَن كان الله معه، فمعه الفئة التي لا تُغلب والحارس الذي لا ينام والهادي الذي لا يضل، كما أن الله عز وجل يُسدده ويُعينه ويوفقه لأمور دينه ودنياه. قال تعال : ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ [النحل:١٢٨]

  • حفظ الله في فترة الشباب


    من حفظ الله في صباه وقوته، حفظه الله في حال كبره وضعفه، ومتّعه بسمعه وبصره وحوله وقوّته وعقله. نذكر قصة أحد العلماء وقد جاوز المائة سنة وهو مُمتّعٌ بقوّته وعقله، فوثب يوماً وثبةً شديدةً، فعوتب في ذلك، فقال: هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر، وعكس هذا أن بعض السلف رأى شيخاً يسأل الناس فقال: إنّ هذا ضعيفٌ ضيّع الله في صغره، فضيّعه الله في كبره (ذكره ابن رجب).

    فالعبد الذي يحفظ الله جزاؤه أن يصونه من الشرور والموبقات ، ويحفظه في نفسه وأهله ودينه ودنياه ، ويحفه من مكاره الدنيا والآخرة .

    أنواع حفظ الله للعبد


    النوع الأول : حفظه له في مصالح الدنيا ، كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله ، قال الله عز وجل : ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِن أَمْرِ اللَّهِ ﴾ [الرعد :١١] فمن حفظ الله في صباه وقواه ، حفظه الله في كبره وضعف قوته ، ومتعه بسمعه وبصره وقوته وعقله .
    النوع الثاني : حفظ الله للعبد في دينه وإيمانه ، فيحفظه في حياته من الشبهات المضلة ، ومن الشهوات المحرمة ، ويحفظ عليه دينه عند موته ، فيتوفاه على الإيمان .

    لا تنس ذكر الله
    لا إله إلا الله
    0 / 100

    إقرأ المزيد :



    عدد الزوار :
    Loading...
    شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
    Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية