التسعة الذين يحبهم الله

التسعة الذين يحبهم الله

التسعة الذين يحبهم الله


فضائل محبة الله للمسلم


إن اللهَ الذي خلقنا ورزقنا، وهدانا وكفانا وآوانا، وحفظنا وحفظ حكامنا وبلادنا، وحفظ لنا ديننا وأعزنا بالإسلام، وجعلنا آمنين مطمئنين يأتينا رزقنا رغدًا من كل مكان وجعلنا نعيش في أمان؛ هو الأحق بالمحبة والشكر بفعل الطاعات وترك المعاصي والمنكرات.

قال الله -تعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾[المائدة: 54].

وقال الله -سبحانه وتعالى-: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾[آل عمران: 31]، وروى أبو هريرة أنَّ النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال: "إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ .."

عن سهل بن سعد -رضي الله عنه-، أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوم خيبر: "لأُعطينَّ هذه الراية غدًا رجلًا يفتح الله على يديه، يُحِبُّ اللهَ ورسولَه، ويُحبُّه اللهُ ورسولُه"؛ قال: فباتَ الناس يَدُوكُون ليلتهم: أيُّهم يُعطاها، فلمَّا أصبح الناس غَدَوْا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كلُّهم يرجو أن يُعطاها: فقال: "أين عليُّ بن أبي طالب؟"، فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه! قال: "فأرسلوا إليه"، فأُتي به، فَبَصق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عينيه، ودعا له، فَبَرَأ حتَّى كأنْ لم يكن به وَجَعٌ، فأعطاه الراية

من الطبيعي أن يحب الإنسان من يحسن إليه ويطيعه، وهذا من الوفاء ورد الجميل، والتعامل الراقي وحُسن الخلق، فجميعنا يحب والديه؛ لأنهما قد أحسنا إليه صغيرًا، وندين بالجميل لمن يسدي إلينا معروفًا، ولكن الأهم بمراحل هو أن يحب المحسنُ الإنسانَ.

لو أن أحد ملوكِ الأرضِ يحب إنسانًا بعينه ويذكره دائمًا، ويسخر له كل سبل الراحة والعيش الكريم، ويعطيه كل ما يستطيع لأحبه ذلك الإنسان وأطاعه.. أليس كذلك؟

فكيف لو أحب الإنسانَ ملكُ الملوك وملك السماوات والأرض ومن له الملك في الدنيا والآخرة ومن بيده الأمر كله وبيده خزائن كل شيء؟! فكيف لو أحبه من إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون؟! فكيف لو أحبه الحي الذي لا يموت ومن بيده الملكوت؟!

كيف لو أحبه الله الملك القدوس السلام القوي العزيز المؤمن المهيمن العدل الواحد الأحد الصمد الرؤوف الرحيم الجبار الجواد النور البر الرحيم اللطيف الخبير السميع العليم البصير عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والارض رب كل شيء ومليكه؟!

إن قلبَ الإنسانِ بحاجة ماسَّة لأن يُحِبّ ويُحَبّ، والحب هو ميل القلب للشيء وأفضل الحب وأسماه هو الحب لله ولأجل الله، وأن محبةَ اللهِ للإنسانِ هي غاية الغايات ومنتهى الرجاءات وأكبر النجاحات قال الله -تعالى-: ﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾[المائدة: 54]، وقال -تعالى-: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾[المائدة: 119].

صفات وأعمال يحبها الله تعالى


إنَّ لمحبة الله للإنسان علامات وأمارات منها: توحيد الله. اتباع محمد -صلى الله عليه وسلم-. جهاد الكفار والمنافقين والفساق. محبة الصالحين وإكرامهم وبغض الكفار والعصاة والمنافقين. التواضع والحياء والحلم والأناة، والصبر الجميل، والنظافة، وحسن الخلق، والكرم والجود والشجاعة، والوفاء والشكر وصلة الرحم والصدق والمصداقية وإداء الأمانات والوفاء بالعهد. العمل بالطاعات وأداء الفرائض. ترك المعاصي والمنكرات. التقرب إلى الله بالنوافل. حبُّ الناس، وزيارتهم، والتباذل، والتناصح في الله.

وقد جاءت هذه الصفات في حديث واحد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -عز وجل- قال: "حقَّت محبتي للمتحابين فيَّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيَّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيَّ، وحقت محبتي للمتواصلين فيَّ"

من علامات محبة الله تعالى للمسلم


ومن علامات محبة الله للإنسان: الابتلاءات فإن الله يبتلي الأمثل فالأمثل. التوفيق لأعمال الخير، ومن ذلك الدعوة إلى الله وتعليم الناس وتدريبهم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعلم القرآن وتعليمه ونشر العلم.

ومن علامات محبة الله للإنسان: محبة الصالحين للعبد؛ فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله -تعالى- إذا أحب عبدًا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانًا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحبّ فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدًا دعا جبريل، فيقول: إني أبغضُ فلانًا فأبغضه؛ فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانًا فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض"

إنَّ مصيرَ الناسِ في الآخرة أما إلى الجنة أو إلى النار، قال الله -تعالى-: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾[الشورى: 7].

أشخاص يحبهم الله تعالى


ان الله سبحانه وتعالى يحب تسعة أصناف من الناس،هم :

  • المحسنون:

    قال الله -تعالى-: ﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾[البقرة: 195]؛ والإحسان الوارد في هذه الآية الكريمة هو الإنفاق في سبيل الله في جميع أعمال البر.
    والإحسان هو أعلى مراتب الدين ومعناه أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وعبادة الله بكل قول وصمت وبكل فعل وترك وبكل شعور إيجابي وسلبي، قال -تعالى-: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾[الذاريات: 56].

  • التوابون المتطهرون:

    قال الله -سبحانه وتعالى-: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾[البقرة: 222]، وإن من أسماء الله الحسنى "التواب"، وإن الله يفرح بتوبة عبده ويبدّل سيئاته حسنات، قال الله -تعالى-: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾[الفرقان: 70].

  • الأتقياء:

    قال الله -سبحانه وتعالى-: ﴿بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾[آل عمران: 76]، وقد بيَّن الله من هم المتقون في القرآن الكريم، قال الله -تعالى-: ﴿آلم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ* أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّنْ رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾[البقرة: 1 - 5].
    وقال الله -تعالى-: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ﴾[البقرة: 117].
    وقد عرّف عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- التقوَى فقال: "هي الخوفُ مِنَ الجليلِ، والعَمَلُ بالتَّنزيلِ، والقناعةُ بالقليلِ، والاستعدادُ لِيومِ الرَّحيلِ". وقال علماؤنا: "إن التقوى أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية؛ بفعل أوامره واجتناب نواهيه".

  • المتوكلون:

    قال الله -تعالى-: ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾[آل عمران: 159]، والتوكل على الله يعني تفويض الأمر كله لله، مع السعي والأخذ بالأسباب، ومن أهم الأسباب: الدعاء والعمل والبحث والصبر والاستمرار والإصرار والتكرار، والشكر لله بفعل الطاعات وترك المعاصي والمنكرات.

  • المحسنون:

    قال الله -تعالى-: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾[المائدة: 113].
    والإحسان الوارد في الآية الكريمة يعني: العفو عمن أساء إليك، يقول الله -سبحانه-: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾[آل عمران: 134]، المقسطون قال الله -سبحانه وتعالى-: ﴿وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾[المائدة: ٤٢].

  • المقسطون:

    هم العادلون، والله هو العدل، وبالعدل قامت السماوات والأرض والعدل سبب في دوام الأمن ويضاده الظلم، والإمام العادل يحبه الله وهو أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
    والعدل يكون مع النفس ومع الناس؛ فالعدل مع النفس بأَطْرها على طاعة الله وترك المعاصي والمنكرات وتزكيتها وإكرامها والمحافظة عليها.
    والعدل مع الناس بإعطائهم حقوقهم وتحكيم شرع الله فيهم وهدايتهم لما يصلح أمر دينهم ودنياهم وآخرتهم.

  • الذين يقاتلون في سبيل الله صفًّا: قال الله -تعالى-:

    ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ﴾[الصف: 4]، قال المفسرون في هذه الآية حث على الوحدة والتعاون والعمل بروح الفريق ضد الشيطان وجنوده وأصحاب البدع والأهواء والضلال والعمل الجماعي في كل مناحي الحياة والبناء والأعداد.

  • أصحاب الرفق:

    عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "يَا عَائِشَةُ! إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ"
    عن أُمّنا عائشة -رضى الله عنها- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في بيتي هذا: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به"

  • المتقنون للعمل:

    "إن الله يحبُّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"

لا تنس ذكر الله
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر
0 / 100

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية