الطلاق هموم وحلول

الطلاق هموم وحلول

الطلاق هموم وحلول


شرع الله -عز وجل- الطلاق كحل أخير عند استحالة دوام الحياة بين الزوجين واستنفاذ جميع وسائل الإصلاح، وقد قيل: "آخر الدواء الكي"، هذا هو الأصل، إلا أن كثيرًا من الأزواج استخدموا الطلاق في غير ما وُضع له؛ فاستخدموه في الحلف على زوجاتهم وعلى غير زوجاتهم، واستخدموه في تهديد الزوجة وجعله سيفًا مسلطًا على رقبتها إن تنفست طُلِّقت وإن سكتت طُلِّقت وإن تكلمت طُلِّقت!! كما قالت المرأة التي نقلت أم المؤمنين عائشة خبرها: "زوجي العشنق، إن أنطق أطلق وإن أسكت أعلق"

كذلك من الزوجات من لا تعلم حقوق زوجها عليها، وأن له عليها السمع والطاعة في المعروف، ومنهن من لا تعترف لزوجها بالقوامة، بل تعامله معاملة الند للند، مع أن القرآن الكريم يقول: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ﴾[النساء: 34]!

وتساءل العقلاء: أين الخلل؟ وما سبب هذه الزيادة المفزعة في حالات الطلاق في الدول العربية والإسلامية؟

والمتأمل يجد السبب الرئيس لذلك هو: البعد عن منهج الخالق -سبحانه وتعالى- ومخالفة أحكام الدين والتفلت منها أو الجهل بها من الأصل.

وقد تفرعت عن هذا السبب الأساسي أسباب أخرى كثيرة، فمنها: سوء اختيار الشريك: فقد وجَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الخاطب المقبل على الزواج أن يختار شريكة حياته على أساس الدين، فعن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك"

كما وجَّه -صلى الله عليه وسلم- أولياء المخطوبة بعدم القبول إلا بصاحب الدين والخلق، فعن أبي هريرة أيضًا قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض"، فأيما طرف خالف أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتزوج على غير أساس الدين فلا يلومن إلا نفسه.

ومنها: عدم مراعاة حدود الله -تعالى- داخل مسكن الزوجية: فكل معصية تُرتكب في البيت فهي سبب خراب له، وكثير من بيوت المسلمين اليوم تُشاهَد فيها الإباحيات والراقصات العاريات، ويُسمع منها مزمار الشيطان، ولا يُقرأ فيها قرآن... فمن أين تأتيها البركة؟! بل لقد هجرتها الملائكة وسكنتها الشياطين!

ومنها: عدم نضج الزوجين: فهما يتعاندان كطفلين، ويتعاركان كطفلين، يريد الزوج أن يفرض السيطرة بغير تمييز، وأن يُطاع فلا يُعصى ولو أمر بحرام أو بما لا يستطاع.. وتريد الزوجة أن تكون له ندًا وأن تكون في البيت رجلًا! فيتصادمان! كلاهما ينظر إلى الزواج على أنه معركة لابد أن يخرج منها منتصرًا! وكلاهما لا محالة خاسر!

ومنها: تدخل الأهل في المشاكل الزوجية: وغالبًا ما يكون بغير تعقل ولا وعي، كل يتعصب لطرفه ولو كان مخطئًا، فتتضخم الصغيرة، وتتعاظم التافهة، وتتفاقم المشكلة، ولو تركوهما في بيتهما لحالهما، لحُل الأمر ولتصالحا!


المصدر :
لا تنس ذكر الله
الله أكبر
0 / 100

إقرأ المزيد :



عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية