القول الجامع في أن لعذاب القبور أسبابًا وموانع

القول الجامع في أن لعذاب القبور أسبابًا وموانع

القول الجامع في أن لعذاب القبور أسبابًا وموانع


مقدمة

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وكان في العدم، أراد الله له الحياة فصار جنينًا في بطن أمه، ثم أراد له حياة أخرى هي ما ترونها نمشي وندبُّ على الأرض، ثم أراد له حياة ثالثة في البرزخ في القبر، ثم أراد له حياة آخرة في اليوم الآخر.

كلامنا اليوم عما نستقبله عندما نموت أين نذهب؟ إلى يوم القيامة عندما نقبر في بطن الأرض، ماذا يكون حالنا؟

فإذا صدَّقنا وآمنَّا - وقد صدقنا وآمنا بما قال النبي ﷺ- واعتقدنا أن القبر حياة، بالنسبة لنا موت، وفي الحقيقة هي حياة، تختلف عن حياتنا التي نعيشها، كما اختلفت حياتنا الآن عن حياتنا أجنة في بطون أمهاتنا، ألا ترَون إلى أن هذه الحياة في نظرنا أوسع من حياة الجنين في بطن أمه، والجنين في بطن أمه لا يشعر بضيق هناك، بل هو حيٌّ يتحرك ويشعر بأنه يملك الدنيا بأكملها، لكننا نجده في هذا الحجم الضيق، هذا ما يراه أهل القبور بالنسبة لنا نحن الأحياء، حياتنا بالنسبة للقبر وعذاب القبر ونعيم القبر وحياة البرزخ كحياة الجنين في بطن أمه، فنحن الآن أجنة على ظهر الأرض، وسنصبح في بطنها في حياة أوسع، والحياة الكاملة يوم القيامة، ونسأل الله السلامة في الدارين؛ في الدنيا والآخرة.

وقد أخبرنا ﷺ عن حياة البرزخ، أخبرنا من كتاب الله سبحانه وتعالى: ﴿ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴾ [التكاثر: ٢]، هل زيارة تكون بلا عودة؟

نعم هناك عودة للزائر للقبر، لكن ليس إلى الدنيا، عودته هناك يوم القيامة، ﴿ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ [التكاثر: ٣]؛ أي: سترون في القبر أشياء عجيبة، ﴿ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ [التكاثر: ٤]؛ يعني: يوم القيامة.

أناسٌ يُعذَّبون في قبورهم يوم القيامة، فآل فرعون يعرضون على النار غدوًّا وعشيًّا، هذا في القبر؛ قال تعالى: ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: ٤٦]، حياة - كما سنعلم - يختلف الناس فيها، الآن الروح والجسد متصلان، لكن بعدها ستنفصل الروح عن الجسد، وستتألم الروح وتتعذب إن شاء الله سبحانه وتعالى حسب فعل الإنسان، فما السبب الذي يجعل الروح تتعذب والجسد يتعذب تبعًا لها؟

من أسباب العذاب في القبر

الإنسان هو السبب بأفعاله في هذه الحياة الدنيا، أخبرنا عن ذلك رسول الله ﷺ ، فالذي لا يحافظ على صلاته بشرط طهارتها، ولا يتنظف من بوله أو من سائر النجاسات - فإن عذابه في القبر قبل الآخرة، فيوم القيامة إما أن ينتهيَ عذابه في القبر، أو يكمل عذابه في الآخرة.

وكثير من المسلمين يُبتلون في القبور من البول، لا يتنظفون من البول، لكن لا يصل الأمر إلى الوسوسة؛ أن يتوسوس الإنسان، لكن افعل ما شُرع لك، ما دلَّك عليه الشرع، ما أرشدك إليه علماء المسلمين، تنظف واغسل المكان مرتين أو ثلاث، ثم انتهى الأمر، وستذهب الوسوسة إن شاء الله.

مرَّ النبي ﷺ فسمع صوتين في قبرين يعذبان، لا يسمعهما أحدٌ من الإنس والجن، لكن سمعهما النبي ﷺ حتى يخبرَ أمته، وعذاب القبر تسمعه البهائم؛ فقال: « إنهما ليعذبان في الغِيبةِ والبول » [رواه أحمد (20411)].

فمن أسباب عذاب القبر ما ذكرناه، وأيضًا الغِيبة والنميمة والإفساد بين الناس، وما أكثرها اليوم حسب وسائل الاتصال اليوم، وسائل الاتصال بالغيبة والنميمة، فأكل لحوم الناس مستمر؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما مرَّ بقبرين: « إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله - أي: لا يحترز منه، فيصيبه رذاذه، أو يكشف عورته أمام الناس، فكيف بمن تكشف عورتها أمام الناس، وعبر الشاشات وعبر الوسائل المختلفة - وكان الآخر يمشي بالنميمة» أي: ينقل الأخبار بين الناس للإفساد بينهم.

وصِنفٌ آخر يده لا تنقطع عن السرقة والغُلُول - وهي السرقة قبل أن تقسم المغانم - كما ثبت في حديث صحيح رواه البخاري وغيره أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: « افتتحنا خيبر، ولم نغنم ذهبًا ولا فضةً، إنما غنمنا البقر والإبل والـمتاع والحوائط، ثم انصرفنا مع رسول الله ﷺ إلى وادي القرى، ومعه عبدٌ له يُقال له: مِدْعَم، أهداه له أحد بني الضباب، فبينما هو يحطُّ رحلَ رسول الله ﷺ ، إذ جاءه سهم عائر - يعني: سهم طائش - حتى أصاب ذلك العبد - يعني: مات - فقال الناس: هنيئًا له الشهادة، فقال رسول الله ﷺ : بل والذي نفسي بيده، إن الشملة - قطعة القماش - التي أصابها يوم خيبر من الـمغانم، لم تُصبْها الـمقاسم، لتشتعل عليه نارًا - وهو مع النبي ﷺ أخذ شملة يشتمل بها، تشتعل عليه الآن في هذا الوقت كما جاء في رواية أخرى - فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي ﷺ بشراك أو بشراكين - قطعة من جلد يستفيد منها حزامًا أو لرجله حذاء أو نحو ذلك قبل أن تقسم أخذها - فقال للنبي ﷺ : هذا شيء كنتُ أصبته، فقال رسول الله ﷺ: شراك - أو شراكان - من نار » [رواه البخاري (4234)].

ومثل الغلول السرقة من المال العام، فهذه الأموال ليست سائبة، أو سرقة المياه والكهرباء عمدًا، فالذي يسرق بنيَّةِ التخريب على الأمة، وبنيَّةِ الاستفادة الذاتية، ويسقي المزارع، وما شابه ذلك مما هو غنيٌّ عنه، فيخرب أو يسرق ما هو خاصٌّ بالبلديات - كل ذلك يحاسب عليه.

كذلك الذين يحفظون القرآن ومع ذلك لا يعملون به، القرآن ينهى عن الكذب فيكذب، ويأمر بالأمانة فيخون ويخالف كتاب الله سبحانه وتعالى، وكذلك من ينام عن الصلاة المكتوبة، الصلاة المفروضة كالصبح أو الظهر، أو العصر أو المغرب أو العشاء، ليس لمرضٍ أو تعبٍ، بل هو لا يريد أن يصلي؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم في رؤيا طويلة رآها عندما كان يرى الذين يعذبون بعد موتهم، قال: «أما الرجل الأول الذي أتيتَ عليه يُثلَغُ رأسه بالحجر - الذين يتركون الصلاة وينامون عنها تُضرب رؤوسهم بالحجارة والصخور حتى يأذن الله عز وجل - فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة الـمكتوبة».

ومن عذاب القبر والعياذ بالله أن بعض الناس يُشَرْشَرُ شِدْقُه إلى قفاه كما ورد في الحديث، ومَنخِره إلى قفاه - يشرشر أي: بمنشار - وعينه إلى قفاه، ثم يقلب إلى الجهة الأخرى ويُفعل به ما فُعل في الأولى، ثم يُقلب وهكذا، من هو هذا؟ الكذابون، وما أكثرهم في هذا الزمان، سواء على الخاصة أو على العامة أو على الفضائيات ونحوها؛ قال ﷺ:
« وأما الرجل الذي أتيتَ عليه يُشرشَر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق » ؛ كذبة تنتشر في العالم، وهي كذبة؛ فأحذِّر الذين يكتبون على مواقع التواصل أن يأخذوا أي شيء دون تحقيق أو تمحيص وينشرونه، سواء أشياء دينية لا يعلم صحتها ومصدرها، أو طبية أو نحو ذلك من الوصفات؛ ليكسب أكثر من (اللايكات) كما يقولون، أو أكثر مشاهدات، وهو لا يدري أنه يأخذ أكثر من هذا العذاب، نسأل الله السلامة، عذاب في قبره يوم القيامة.

كذلك رأى النبي ﷺ في تلك الرؤيا رجالًا ونساء في مثل بناء التَّنُّور، مثل الفرن، وهو المكان الذي يكون من تحت للنار، وفوقه مكان للخبز، وَجَدَ رجالًا ونساءً عراةً، يأتيهم اللهب من أسفل منهم، قال: « وأما الرجال والنساء العُراة الذين في مثل بناء التنور، فإنهم الزناة والزواني»، وهناك قوم آخرون: « وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر - وهو نهر كالدم أحمر يسبح فيه - ويُلقَم الحجر - كلما يلقم حجارةً تدخل في بطنه ويرجع ويسبح ثم يرجع مرة أخرى فيلقم حجرًا - فإنه آكل الربا» [رواه البخاري (7047)]، إنهم أكلة الربا، وما أكثرهم في هذا الزمان!

كذلك من أسباب عذاب القبر النياحة على الميت؛ فمن شدة حبها لابنها المتوفى، أو زوجها أو أخيها، فإنها تنوح، وإذا بها تعذِّب من تحب؛ فالمؤمن أو الميت يعذب بما نيح عليه؛ فقد قال النبي ﷺ : « الميت يعذب في قبره بما نيح عليه» أي: طالما كان النواح مستمرًّا فالعذاب مستمر، فيا أيتها الحبيبة ارفقي بحبيبكِ، وفي رواية: « الميت يُعذَّب ببكاء الحي عليه» [رواه البخاري (1292)]؛ أي: البكاء الذي فيه الصراخ والعويل والنتف، نتف الشعر وشق الجيب، ولطم الخد، هذا كله ممنوع، أما دمع العين وحزن القلب فمسموح.

كذلك أصحاب الديون المماطلون الذين عليهم حقوق للناس يُعذَّبون في قبورهم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : « نفس المؤمن معلقة بدَيْنِهِ حتى يُقضى عنه» [رواه الترمذي (1078)، وابن ماجه (2413)]، إذا مات وعليه الدَّين، ومن يضمن؛ لذا فليسارع إخواني وأخواتي ممن عليهم ديون لهم خاصة أو لغيرهم، إذا وقعت بين أيديهم بعض الأموال فليسدوا منها، أو يسدوها كلها؛ فعن سمرة بن جندب قال: « صلى النبي ﷺ الصبح، فقال: ها هنا أحد من بني فلان؟ قالوا: نعم، قال: إن صاحبكم محتبس على باب الجنة في دَيْنٍ عليه » [رواه أحمد (20124)، والنسائي (4685)، وأبو داود (3341)].

وممن يعذب في قبره نسأل الله السلامة ممن ذكرهم رسول الله ﷺ : « مررتُ ليلةَ أُسري بي على قوم تُقرَض شفاههم بمقاريض من نار - مقصات من نار ليس حديدًا محمًّى ولكنها نار حقيقة - كلما قُرضت وَفَتْ - كلما تقرض الشفاه ترجع مرة أخرى - فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ من هؤلاء؟ قال: هؤلاء خطباءُ أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون، ويقرؤون كتاب الله ولا يعملون به» [رواه البيهقي في الشعب (1773)]، وفي رواية: «هؤلاء خطباء أمتك الذين يأمرون الناس بالبر وينسَون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون؟» [رواه أحمد (12856)، وأبو يعلى (3992)]، فاعلموا عباد الله أن هذه بعض أسباب عذاب القبر.

إن "... الأرواح هناك متفاوتة في مستقرها في البرزخ أعظم تفاوت، كل حسب عمله في الحياة الدنيا، فمنها في أعلى عليين، وهي أرواح الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، وهم متفاوتون في منازلهم، وأعلاها روح محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى الفردوس الأعلى، ومنها في حواصل طير خضر، تسرح في الجنة حيث شاءت - في الحوصلة لا تحتاج هي أن ترفرف؛ فالطير هو الذي يرفرف بها - تأوي إلى قناديلَ معلقة في عرش الرحمن، وهي أرواح الشهداء، ومنها من يكون محبوسًا على باب الجنة، وهم مَن عليهم ديون من المؤمنين والشهداء ونحوهم، ومنها من يكون مقره بباب الجنة، ومنها من يكون محبوسًا في الأرض السابعة، لم تعلُ روحه إلى الملأ الأعلى؛ فإنها كانت روحًا سفلية، وهي أرواح الكفار والعياذ بالله، ومنها أرواح تكون في تنور الزناة، وأرواح تكون في نهر الدم تسبح، وليس للأرواح - شقيها وسعيدها - مستقرٌّ واحد، بل روح في أعلى عليين، وروح أرضية سفلية لا تصعد عن الأرض... والمفهوم منه أن مستقرها - أي: الأرواح - يتفاوت بتفاوت حال صاحبها؛ إيمانًا وكفرًا، وصلاحًا وفسقًا..."؛ [بتصرف من الآيات البينات للألوسي (ص: 91)].

وخلاصة ما ثبت في القرآن وسنة النبي ﷺ من العذاب في القبور، أو عند الموت أو بعد أن يموت أو عند خروج الروح:
  • الضرب على الوجوه والأدبار، هذا ما تفعله الملائكة عند خروج الروح؛ قال تعالى: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴾ [محمد: 27].

  • وفي البرزخ أيضًا عرضُ آل فرعون وأمثالهم صباحًا ومساءً على النار.

  • والكافر يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه إلى يوم القيامة.

  • وقبره مفروش بالنار، ومفتوح له باب إلى النار، فيذوق حرها وسمومها.

  • ويرافقه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح، وهو عمله السيئ.

  • ويُضرب بمقامع الحديد؛ فيصرخ ويستغيث ولا مغيث ولا مجيب.

  • بعض السراق واللصوص يعذبون بما سرقوه؛ كما جاء في الحديث: « إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من الـمغانم، لم تصبها الـمقاسم، لتشتعل عليه نارًا »

  • وبعضهم «تقرض شفاههم بمقاريض من نار»

  • وبعضهم «يثلغ رأسه بالحجر» .

  • وبعضهم يخمش وجهه وصدره بأظافر من نحاس.

  • وبعضهم يخسف به «يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة» إلى غير ذلك.

فالعذاب في البرزخ ليس بالنار فقط، بل بما شاء الجبار جل جلاله.

النعيم في القبر

أما المؤمن فيتقلب في النعيم في قبره؛ ومن ذلك:

فراش المؤمن ولباسه في قبره من الجنة، ويفتح له باب إلى الجنة، وذلك بعد أن يُضمُّ عليه قبره ضمة ثم ينجو منها ، وتهب عليه الروائح الطيبة ، «ويُفسَح له في قبره مد بصره» ويؤنسه « رجل حسن الوجه - حسن الصورة - حسن الثياب، طيب الريح»
والمؤمن « في قبره لفي روضة خضراء » ويوسع له «ويرحب له قبره سبعون ذراعًا» «وينوَّر له كالقمر ليلة البدر» ويخاطَب بأرق الكلام وألطفه، يُقال له: «نم كنومة العروس؛ الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه» . وإن كان من عموم المؤمنين فروحه تكون طيرًا أخضر، تطير روحه بنفسها ، وإن كان من الشهداء فروحه في حوصلة طير أخضر، وهذه الطيور تأوي إلى قناديل معلقة بعرش الرحمن.
كما أن روح المؤمن تتزاور مع من سبقها من الأرواح، فتتلاقى على شجر في الجنة، وتستقبل الأرواح التي جاءت حديثًا، وتسأله عن أهلها الأحياء.

ما يقي من عذاب القبر

  • المداومة على تلاوة سورة الملك، ثلاثون آية من كتاب الله عز وجل شفعت لصاحبها من عذاب القبر؛ فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «يؤتى الرجل في قبره، فتؤتى رجلاه، فتقول رجلاه: ليس لكم على ما قِبَلي سبيل - لا تدخلوا إلى الميت من قبلي - كان يقوم - أي: في الليل - يقرأ بي سورة الملك - كلام الرِّجلين - ثم يؤتى من قِبَلِ صدره، فيقول: ليس لكم على ما قبلي سبيل، كان يقرأ بي سورة الملك، ثم يؤتى رأسه، فيقول: ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ بي سورة الملك، قال: فهي المانعة، تمنع من عذاب القبر، وهي في التوراة؛ سورة الملك، ومن قرأها في ليلة، فقد أكثر وأطاب » [رواه الحاكم (3839)، وابن أبي شيبة (6025)، والطبراني في الكبير (8651)، والنسائي في الكبرى (10547)].

  • كذلك يقي عذاب القبر هبةٌ من الله عز وجل يهبها لبعض الناس؛ وهي: الموت يوم الجمعة أو ليلتها، لا يقتل الإنسان نفسه ليلتها، لكن هو هكذا جاء أجله، إن قتل نفسه فهو منتحر، لكن إن مات في هذا اليوم قدرًا، فهذا ينجي من عذاب القبر؛ فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، إلا وقاه الله فتنة القبر» [رواه الترمذي (1074)، وأحمد (6582)].

  • كذلك الذين يعانون الأمراض الشديدة المؤلمة، الأمراض التي تجعل الإنسان لا يجد راحة، أيضًا يقيه الله عذاب القبر، كـالموت بداء البطن؛ فقد ورد عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «من قتله بطنه، لم يُعذَّب في قبره» ؛ [رواه الترمذي (1064)، والنسائي (2052)، وأحمد (18337)]، والمقصود به الإسهال المستمر الذي يجعل الجسد جافًّا.

  • كذلك من يموت مرابطًا في سبيل الله والشهيد كذلك.

  • استمرار التعوذ من عذاب القبر بعد التشهد وقبل السلام من كل صلاة، سُنَّة كانت أو فريضة؛ أن تتعوذ بالله من عذاب القبر، يقيك ذلك إن شاء الله من عذاب القبر.

دعاء

  • اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال.
  • اللهم رب جبرائيل وميكائيل ورب إسرافيل، نعوذ بك من حر النار، ومن عذاب القبر، اللهم إنا نعوذ بك من الكسل والهَرَم، والـمأثم والـمغرم، ومن فتنة القبر وعذاب القبر، ومن فتنة النار وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى، ونعوذ بك من فتنة الفقر، ونعوذ بك من فتنة الـمسيح الدجال.
  • اللهم اغسل عنا خطايانا بالماء والثلج والبرد، ونقِّ قلوبنا من الخطايا كما نقيتَ الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيننا وبين خطايانا كما باعدتَ بين الـمشرق والـمغرب، اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر، اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يُستجاب لها.
  • اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.


لا تنس ذكر الله
سبحان الله
0 / 100

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية