ليالي العشر الأواخر وليلة القدر

ليالي العشر الأواخر وليلة القدر
الفئة: رمضانيات

ليالي العشر الأواخر وليلة القدر


العشر الأواخر من رمضان


بداية العشر الأواخر يكون بغروب شمس يوم العشرين ، وبدخول ليلة الحادي والعشرين .وهـذه الليالي العشـر هي أفضـل أوقات شهر رمضان ، وخصها اللـه بليلة القدر ، ولهـذا كان النبي ﷺ يخصها بالاعتكاف طلبا لهذه الليلة ؛ وهي التي قال الله تعالى عنها : ﴿لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ﴾ [القدر: ٣]

وهناك مزيد من العناية بالعبادات في الليالي العشـر الأخيرة من رمضان لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : « كان رسول اللہ ﷺ إذا دخل العشر – أي العشر الأخير من رمضان – شـد مـئـزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله » . متفق عليه . وقولها ( شـد مئزره ) : أي تأهب للتشمير في العبادة ، واعتزل النساء ، وطـوى الفراش . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : « كان رسول اللہ ﷺ يجتهد في العشر الأواخر ، ما لا يجتهد في غيره ». أخرجه مسلم
وقولهـا رضي الله عنها ( وأحيا ليلـه ) : أي أنه ﷺ لا ينام ليالي العشر ، وهذا خاص بهذه العشر .

ليلة القدر


القدر هو الشرف والمكانة وذات القدر ، وقيل ما يقدر فيها من علم لله في أحوال العباد والخلق للتقدير السنوي .

ليلة القدر لا شك أنها في رمضان ؛ حيث كان النبي ﷺ اعتكف العشر الأول من رمضـان يطلب ليلة القدر ، ثم اعتكف العشر الأوسط ، ثم رآها ﷺ في العشر الأواخر من رمضان ، مثلما ذكره البخاري . وقد تواطأت رؤيا عدد من أصحاب النبي ﷺ أنها في السبع الأواخر من رمضان فقال : « أرى رؤياكم قـد تـواطـأت فـي السبع الأواخـر فـمـن كان متحريهـا فليتحرها في السبع الأواخر » رواه البخاري .

وإذا تأملنا الأدلة الواردة في ليلة القدر تبين لنا أنها تنتقل مـن ليلة إلى أخرى ، وأنهـا لا تكون في ليلة معينة كل عام ، فالنبي ﷺ أري ليلة القدر في المنام وأنه يسجد في صبيحتهـا فـي ماء وطين ، وكانت تلك الليلة ليلة ثلاث وعشرين . أخرجه الإمام مسلم .
وقال ﷺ : « تحروا لیلة القدر في العشر الأواخر من رمضان » متفق عليه ، وهذا يدل على أنها لا تنحصر في ليلة معينة ، وبهذا تجتمع الأدلة .

أما ليلة السابع والعشرين ، فهي أحرى الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر ، ولكنها ليست هي ليلة القدر جزما ، بل هي أرجاها .وقد تكون في غيرها ، كما تدل عليه الأحاديث الكثيرة في ذلك ، فقد ثبت عن النبي أنه ذات عام أري ليلة القدر ، وكان ذلك ليلة إحدى وعشرين ، ثم إن القيام ينبغي أن لا يخصه الإنسان بليلة يرجو أن تكون هـي ليلة القدر ولا يقين عنـده فيها ، لذا كان الاجتهـاد فـي العشر الأواخر كلها هـو الصحيح ، والموافـق لهدي النبي ﷺ ، فالذي ينبغي للمؤمن الحازم أن يجتهد في هذه الأيام العشر في ليال هذه الأيام العشر كلها حتى لا يفوته الأجر .

ويمكن لليلة القدر أن تكـون في الليالي الشـفع من العشر الأواخر، فليس هناك إخـراج لليالي الشـفـع مـن التحري ، وهي من ضمن العشر الأواخر ، ولقوله ﷺ : « فمن کان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر » : يستوي في ذلك الأشفاع والأوتار ، إلا أنه جاء في الأوتار ما يرجحها .

الحكمة من إخفاء ليلة القدر


ولقد أخفاها الله عز وجل على عباده لحكمتين عظيمتين :
الحكمة الأولى : أن يتبين الجاد في طلبها الذي يجتهد في كل الليالي لعله يدركها ، أو يصيبها ، فإنها لو كانت ليلة معينة لم يجد الناس إلا في تلك الليلة فقط .

الحكمـة الثانية : أن يزداد الناس عملاً صالحاً يتقربون به إلى ربهم وينتفعون به .

وفي ليلة القدر تتنزل الملائكة فيها ، بدليل قوله تعالى :﴿تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرّوحُ فيها بِإِذنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمرٍ﴾ [القدر: ٤]

ومن علامات لليلة القدر أن تخرج الشمس صبيحتها صافية لا شعاع فيها ، ( رواه مسلم ) .

هناك علامات أخرى كزيادة الأنوار فيها ، وطمأنينة المؤمن ، وراحته ، وانشراح صدره .

ومـن أفضـل ما نسأل الله في هذه الليلة هـو ( العفو ) ، كما في حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت : يا رسول الله ، أرأيت إن وافقت ليلة القدر ، ما أقول فيها ؟ قال : « قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو ، فاعف عني » رواه الترمذي .

المرجع : كتاب الصيام سؤال وجواب
لا تنس ذكر الله
لا إله إلا الله
0 / 100

إقرأ المزيد :




الفئة: رمضانيات
عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية