الحديث الثاني عشر : الاشتغال بما يفيد - سلسلة الأربعين النووية
الحديث:
عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ : "مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيْهِ".
الشرح العام:
من دلائل إسلام الإنسان الكامل، وحرصه على رضا الله، أن يبتعد عن كل ما لا يفيده في دينه أو دنياه.
فالمؤمن العاقل لا يضيّع وقته ولا يشتغل بما لا فائدة له فيه، بل يحفظ لسانه، وينشغل بما يقربه إلى الله.
الفوائد:
يفيد أن من كمال محاسن إسلام المسلم وتمام إيمانه، ابتعاده عما لا يخصه، ولا يُهِمُّه، وما لا يفيده من الأقوال والأفعال، وعدم تدخله في شؤون غيره، وعدم تطفُّلِهِ على غيره فيما لا ينفعه ولا يفيده.
•يحث على ترقي الانسان الى تحسين اسلامه قدر استطاعته.
•من كمال اسلام المرء ترك ما لا يعنيه من الاقوال و الافعال.
•فيه تربية للمسلم على حفظ وقته بدل ان يضيعه في ما لا يعنيه امره.
فتجده مغتنما للحظاته و ليس لديه وقت للبحث في شؤون غيره.
تنبيه:
ليس معنى الحديث أن الإنسان لا يسأل أو لا يتعلم أو لا يهتم بشؤون الآخرين أبدًا!
بل المطلوب أن يتدخل أو يتكلم عندما يكون في ذلك نفع حقيقي لنفسه أو لغيره (مثل النصيحة أو الأمر بالمعروف).
تطبيق عملي:
١. عدم التدخل في خصوصيات الآخرين: مثل السؤال عن أمور شخصية لا تهمني، كدخلهم المالي أو تفاصيل حياتهم الخاصة.
٢. التقليل من الكلام فيما لا يفيد: قبل أن أتكلم، أسأل نفسي: "هل هذا الكلام ينفعني أو ينفع غيري
٣. عدم متابعة الأخبار والقصص التافهة: مثل الإشاعات والمشاكل العائلية أو الاجتماعية التي لا تخصني ولا أستطيع أن أغير فيها شيئًا.
٤. استثمار الوقت في ما ينفع
٥. كظم الفضول تجاه الناس: إذا سمعت شخصين يتحدثان، لا أقترب لأعرف عن ماذا يتكلمان.
وإذا رأيت أمورًا خاصة بغيري، أصرف بصري وقلبي عنها.
٦. التفكر في الآخرة بدل الانشغال بالتوافه: أسأل نفسي: "هل هذا الأمر سأُسأل عنه يوم القيامة؟"
إن لم يكن، لا أضيع وقتي فيه.
خلاصة عملية:
عش حياة مركّزة وهادئة وقريبة من الله
بالتركيز فقط على ما ينفعني في ديني ودنياي.
لا تنس ذكر الله