للسيطرة على ما حولك من الأشياء

 للسيطرة على ما حولك من الأشياء

للسيطرة على ما حولك من الأشياء


قرأت الكثير من المقالات والكتب عن كيف تسيطر على أحاسيس ومشاعر الناس ، لقد كان أكثر الكلام مبهما وكلام لا فائدة منه ، ورأيت فيه التكرار ، رغم أن بعضا منه صحيح وموجود لكن الناس تحب البشوش والمتواضع إذا كان صاحب شأن لأن الفقير وإن تواضع لا يهتم أحد به ، وهذا واقع البشر ولست هنا لأضـع قانونا لهم إنما أردت أن أقول أنك إذا أردت أن تسيطر على شيء عليك أن تدرس طبيعته ، جلست في بيت مع زملائي للدراسة في إحدى المدن كنت ضيفا جديــدا بينهم ، ولقد رأيت بعض الضيق والمضايقة ، قلت كيف سـأحل هـذه المشكلة ، حاولت أن أجالس كل واحد وأن أدرس طبيعته ، نعم لقد عرفت كل واحد منهم وما طريقة تفكيره وماذا يحب أن يتكلم به وما يستمع إليه ، فبعضهم أهلكه العشق والغرام وبعضهم همه النجاح في بعض المواد وكانوا جميعا يجتمعون في غرفة واحدة يضحكون فيها ويبتسمون لأجل أن ينسوا همومهم ، ما مضى أسبوع واحد حـتى صرت أحب إليهم من حبهم لبعضهم ، وإلى هذه اللحظة عندما سافرت يسـألون عني وعن أخباري مع أني نسيت طبيعة أغلب وجوههم .

لقد عرّف النبـي صلى الله عليه وسلم ما يحبه المنافقين وما يحبه الصـادقين وعرّف من يعطيه من الغنيمة كثيرا أو قليلا ، لقد عرف طبائعهم وعالجها بما يحبونه ، فقادهم أعظم قيادة ، فيا من يريد السيطرة على قلوب الناس عليك أن تنـزل إليهم وتفهم منهم يريدون ، وتدرس طبائعهم وما يرغبون ، في أحد المساجد كـان الامام يطيل في صلاته وفي كل يوم يشتكون لي طول صلاته وأنهم متعبون فبعضهم جاء من العمل ليقف وقتا طويلا هذا الإمام فيصاب بالتعب والنصـب ، قلـت للإمام إنك لن تجلب قلوبهم إليك هكذا ، قال وماذا أصنع ؟ قلت لـه اصـنـع مـا يريدونه هم ، اسألهم بعد الصلاة مباشرة ما هي عيوبك وماذا يريدونه منك ، فسألهم فقالوا وا له إن صوتك جميل وصلاتك جميلة إلا أنك تطيل كثيرا وما بنا عزم أو قـوة على شبابك ، فقال لهم أبشروا ، وبعد ايام صار أحب إمام لديهم حـتى إذا غـاب عنهم افتقدوه بحرارة ، كذلك أحد الأطباء عاني من كثرة السب والشتم له من قبل الناس قلت له ليس لأنك لا تجيد الطب ولكنك تستغل حاجتهم ومعاناتهم ارحمهم ، ارأف بحالهم ، إنهم يحبونك ولكن لا يحبون أسلوبك في جني المال ، مـن وجدتـه معسرا قل له إذا تيسر معك ايتني ، لكنه لم يستمع لنصائحي ، ولم يستفد شيئا فلقد صارت سمعته محط الإذلال . الآن إني أسرد لك هذا لأجل أن تعلم أن ابتعاد أولادك عنك ليس لأجل انحرافهم بل لأنك لا تستمع لهم ، حاول مرة واحدة فقط أن تجلس معهم واتـرك الكتـاب واجلس معهم واطلب منهم ان يحكوا لك ما يتمنوه ومن كان منهم فاصنع صندوقا صغيرا يضعون لك فيه رسائلهم ليتسنى لهم ان يقولوا مـا عنـدهـم دون خجل ، هكذا نفعل لنحظى بقلوب الناس وقلوب ابنائنا ، لنجعلهم يثقون بنا .

من كتاب : مهارات الحياة
لا تنس ذكر الله
سبحان الله
0 / 100

إقرأ المزيد :



عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية